samedi 26 juin 2010

ليالي مصرية

الليلة الاولى

بقلم حنعيش يعنى حنعيش

الجمال لوحدة ممكن يجيب عريس مريش .... يقع على بوزه ويجيب شقة حلوه ... ويدفع مهر جامد .. دا غير الشبكة الاماظ ... وممكن كمان عربية الف سى سى هديه ... لكن الجمال لو معاه ذكاء ... تبقى الشقه تيجى ...والفلوس تتستف فى البنك ....والدهب يملى الشكمجية ... والعربيه تبقى 4*4 ... كل ده من غير ماحد يدايقنا ولا يقرفنا ولايعمل علينا راجل ... ويقول البسى ده وماتلبسيش دة ...ولا يقول رايحة فين وجاية منين ....ده كان مبدأ ميار فى الدنيا من يوم مافهمت يعنى ايه دنيا ... ميار كانت ذكية ... كانت بتتعلم بسرعة .. اتعلمت فى ثانوى ان البنات مابتنفعش البنات ... بالعكس ... دول بيغيروا من بعض ...ومايحبوش الخير لبعض .... وقررت انها ماتصاحبش غير ولاد ...واتعلمت برضه ...ان الولاد اطيب ... اغبى ... اهبل ...اتعلمت انها تاخد من الولاد عنيهم ومن غير اى مقابل ....الا نظرة اعجاب وكلمتين يحسسوا الواد انه احسن واحد فى الدنيا وانه ماحصلش وما اتكررش ....واتعلمت كمان ازاى تشغل مكنه العشم مع ابو عين زايغه ...لغاية ماتغرقه فى العشم وينسى اصلا هوه كان عشمان فى ايه...

ميار كانت دايما تقول الذكاء هوه اللى بيحمى البنت ... مش حجاب ونقاب واخ صغير رزل ماسك فى ديلها منين ماتروح ...ايه الشغل القديم دة ..

ايام ثانوى المدرسين كانوا بيقعدوا مع ميار بعد الحصص علشان يشرحوا لها اللى مش فاهماه ... وفى الكليه المعيدين كانوا بيظبطوا لها امتحانات العملى والشفوى .... الاساتذة بقى فسؤال ولا اتنين من اللى حيجوا فى الامتحان دا اقل حاجة تقبل بيها... وطبعا النتيجة كانت بتتعرف قبل الهنا بسنة ....وبرضه كل دة من غير مقابل يذكر ....يعنى حاجات مابتكلفش كتير ....تسبيله ...نظرة اعجاب ... كلمتين يخلوا اللى قدامها يحس انه سلطان بروناى ... وسلام ...مع نفسك انت بقى لما تروح ...ميار ماكانتش معتمدة على مواهبها الجسدية والعقلية وبس ...لا دى كانت دايما بتطور نفسها ... بتدرس فى علم النفس.... وانواع الشخصيات ... وصفات الابراج ...لأن مبدأها ان الموهبة من غير دراسة ودراسة بجد .... تموت ...والمشوار طويل والاهداف كتير .........

الليلة الثانيه

بقلم ندى الياسمين

ميار اتخرجت وبتقدير طبعا ...الدنيا اتغيرت كتير....البلد كلها واخده شكل جديد .....حتى الناس فكرها اتغير وشكلها اتغير ....بقى في حاجات غريبه كتير كانوا فوق وبقوا تحت وكتير كانوا تحت وبقوا فوق.....والى سايد دلوقتي لغة البزنس...والى بيتقال ان الى مش هايعمل فلوس بالهبل اليومين دول ويقب مش هايعرف يقب بعد كده .

ميار كان ابوها موظف محترم طول عمرهم مستورين.....اه يادوب مستورين .....بس فهمى افندي ابو ميار طول عمره عارف قيمة العلم والتعليم عشان كده علم ولاده كلهم فى الجامعه ..... ماعادا الواد احمد ابنه الصغير الى ما كانش غاوي مذاكره..... بالعافيه خد دبلوم صنايع السنه الى فاتت وكل ما ابوه يوديه شغله يشتغلها ما يعمرش فيها......

اصله متدلع....... زينب امه دلعته اوي اكمنه الصغير..... وكل ما فهمى افندي يقولها يا وليه بطلي دلع فى الواد بوظتيه تقوله يا اخويا لسه صغير بكره يكبر ويعقل ......انما ما شاء الله الواد محمد دخل كلية الطب وهايبقى دكتور ..... هو جد وفى حاله ودايما مالوش دعوه بالي حواليه وحاطط راسه فى الكتاب وبس.....ودعاء اخت ميار فى كلية اداب ونفسها تطلع صحفيه ومناكفه مش سايبه حد فى حاله لا فى البيت ولا فى الكليه هى اينعم حظها فى الجمال قليل شويه ..... انما روحها حلوه وكل الناس بتحبها .....

ميار بعد ما اتخرجت من كلية التجاره وبصت حواليها ولقت الدنيا بتتكلم بلغة المال والاموال قالت انا لازم اشتغل فى البزنس....ابوها قالها يا بنتى استنى التعيين واشتغلي فى الحكومه ده المثل بيقول ان فاتك الميرى اتمسح فى ترابه......لكن هى قالتله لا انا اخاف على هدومي من التراب وراحت اشتغلت فى شركه قطاع خاص بتاعة رجل اعمال كبير....رجل عصامي .... اصل البلد دلوقتي مفتوحه على العالم ويقدر كل واحد يبنى نفسه ويتحول فى كام سنه من صرماتي لصاحب المال والاعمال.....

اشتغلت هناك ميار بكل سهوله طبعا .... ميار لها طريقتها الخاصه ............

الليله الثالثة

بقلم خواطر شابه

منذ أول يوم لها في الشركة كانت ميار مثار انتباه الجميع فهي بذكائها كانت تعلم أن المظهر مؤثر والكثيرون يحكمون على الناس من خلاله لذا لم تبخل على نفسها لتظهر بمظهر يجمع بين الاناقة والايحاء بالثراء وسعة ذات اليد ......ما كلف والدها مبالغ كانت فوق طاقته ودفعته للصراخ في وجهها قائلا " يا ابنتي ارحميني وعيشي في مستواك فمن ينظر دوما للاعلى يقع وتنكسر جذور رقبته أنا كنت مسؤولا عنك خلال فترة دراستك اما الان فالمفروض انك توظفت فارحميني واعتمدي على نفسك" .......
ميار لم تعر كلامه أدنى اهتمام فهي كانت تطبق المثل القائل "أذن من طين وأذن من عجين " فهي وضعت نصب عينيها هدف واحد هو أن تكون الاكثر اناقة في الشركة كخطوة أولى تليها خطوات أخرى في سبيل تحقيق حلمها بأن تكون يوما ما صاحبة رأسمال وصاحبة بيزنس خاص بها وهي متأكدة انها ستفعل وستحقق مرادها مهما كانت الوسيلة ومهما كان الثمن.......
تعيين ميارفي الشركة كان في قسم المحاسبة و في أول يوم لها بالعمل رافقها مسؤول الموارد البشرية بالشركة الى مكتبها الجديد.....
ما ان دلفت الى الحجرة حتى بادرها قائلا "أعرفك على زميليك في المكتب ياسر رئيس قسم المحاسبة وسلمى محاسبة بالشركة"
منذ أول يوم لها بالعمل أستشعرت ميار نظرات الاعجاب التي كان يرمقها بها ياسر فشجعته بابتسامة ساحرة اهتمامه الواضح بها منذ أول يوم أثار غيرة سلمى فهي المعجبة به منذ مدة تأتي واحدة في أخر لحظة لتخطفه منها لذا اعتبرتها ومن أول يوم غريمتها التي ستنتهز أول فرصة تسنح لها للتخلص منها وابعادها عن طريق ياسر ولم لا عن الشركة بأكملها.
بمرور الوقت بدأت تسري همهمات في الشركة عن ميار وعن مظهرها المبالغ فيه وان مرتبها لايمكن ان يكون هو مصدر دخلها الوحيد فماترتديه في يوم واحد يفوق ثمنه أحيانا مرتبها في شهر كامل لذا كثرت التفاسير عن مصدر ذلك وكل كان يجتهد بطريقته في ايجاد تفسير وطبعا سلمى كانت المحرك الرئيس لهذه الهمهمات والتي كانت توقد شعلتها كلما أحست أنها بدأت تخمد
في يوم دخلت ميار المكتب على حين غرة لتفاجئ ب

الليلة الرابعة

بقلم سيكو هانم

وفي يوم دخلت ميار المكتب على فجأة لاقيت فيه تجمع حوالين مكتبها الصغير من موظفين وشوشهم كلهم كانت مش واضحة.. لكن اللي عرفته وكان واضح وشها منهم .. كانت متريسة العملية .. كأنها عملية إقتحام للأمن المركزي ... كانت سلمى ..

اللي أول ماشافت ميار قعدت تضحك بسخرية وبصوت عالي ..وكملت كأنها مشفتهاش أصلا ....كانو بيفتشوا كل درج في المكتب كأنههم بيدوروا على حاجة في حجم خرم الإبرة مثلاً .. وميار واقفة مش فاهمة أي حاجة ...حاولت تمنعهم .. وتوقفهم .. لكن محدش سأل فيها ... ولما قعدت تزعق فيهم وتحاول تطردهم أو تنادي أستاذ سمير المدير .. وقفولها كلهم وأجبروها على إنها تخرج بره المكتب ... وبصتلها سلمى بنظرة تجمع بين الغيظ والسخرية وقالتلها .. إنتي إللي مكانك بره .. مش إحنا ...وقفلوا الباب في وشها ....خرجت من المكتب وفضلت واقفة مصدومة .. ومش عارفة ليه هي مردتش عليهم وهي القوية في شخصيتها .. وحاسمة مع أي حد يمسها .. أو يعطلها عن هدفها ....سمعت صوت ضعيف من وراها بيقولها بعد إذنك ياأستاذة ميار .. .ده كان عم حنفي الفراش بيمسح الأرضية ...زعقت فيه وقالتله ... أنا ناقصاك دلوقت ... وزقت جردل المية برجليها ووقع غرق الأرض من تاني ...باصلها عم حنفي من غير كلام .. وأخد الجردل والممسحة ومشي ... بس باصلها وهو ماشي وقالها خلي بالك من نفسك يابنتي .... ساعتها لما باصتله ولمحت جانب وشه ... مكنش عم حنفي ... كان أبوها ...وكان وشه غضبان ... وفيه نظرة شفقة غريبة ...مشي وسابها .. قالتله إستنى .. إستنى متمشيش ...إستنى يابابااااااا .....

ميار .. ميار .. مياااااار ... فوقي يابنتي .... مالك بس ...فوجئت إنها كانت بتحلم ...ومامتها بتصحيها من الكابوس الغريب ده ....إشربي شوية المية دول ... وقومتها مامتها ... وقعدت تقول .. آدي إللي كان ناقص ...يابنتي لو الشغل تاعبك بلاش منه ... إستني شغل الحكومة زي أبوكي ماقالك .. ولا إشتغليلك شغلانة بسيطة كده ...على الأقل تيجي تساعديني في البيت ....
أنا مبقتش قادرة ... وعاوزة اللي يساعدني ياحبيبتي ... هاا .. قولتي إيه ...بصت ميار في الساعة ... وقالتلها .. طيب ياماما .. نتكلم في الموضوع ده بعدين ...إنتي مش شايفاني متأخرة على الشغل ...؟

بصت أمها في الساعة .. وقالتلها متأخرة إيه لسه بدري ... وبعدين سلمت لله أمرها لما لاقيت بنتها مش سأله فيها .. وقالتلها .. فطارك بره أنا محضراه ... وخلي بالك من نفسك يابنتي ...

أخدتت بالها أوي من كلمة مامتها الأخيرة ... كانت نفس الكلمة إللي سمعتها في الحلم .. وقعدت ترن في ودنها لحد ماوصلت الشغل ...

فتحت باب مكتبها ... لاقيت أستاذ ياسر قاعد على مكتبه وسلمى كمان ...باصتلها بغيظ وحذر وقعدت على مكتبها بعد ماسلمت عليهم ....وقعدت تشتغل والحلم إللي حلمته مش راضي يطلع من دماغها ...

"كان فيه دوسيه هنا ... راح فين ؟؟؟" قالتها ميار وهي بتبص لسلمى ...رد عليها أستاذ ياسر دوسيه إيه ... شوفيه هنا ولا هنا .. دوري كويس عليه ياأستاذة ميار ... أدور عليه معاكي ؟؟وردت عليها سلمى بغيظ وعدم اهتمام .... يعني هيكون راح فين يعني يااستاذ ياسر .. هي هتلاقيه دلوقت ..زعقت ميار " أنا كنت متأكده إنه هنا .. إلا لو حد بيمد إيده في ملفاتي بعد ماامشي...وكانت هترد عليها سلمى .. بس وقفها دخول أستاذ شعبان مدير المشتريات ....وشاف ميار إللي سمع عنها كتير ... وقال إيه يااستاذ ياسر مزعلين الأستاذة لييه .. دي حتى لسه ضيفة جديدة ... وكانت عينيه وهو بيتكلم على ميار وبسسس...باصتله ميار .كان طويل وعريض .. ولبسه واضح إنه "متريش" حبتين ... ولمحت دبلة بتلمع في إيده الشمال ....
"خيير يااستاذ شعبان ... فيه حاجة ؟؟" قالها أستاذ ياسر عشان يجبره يبصله هو .. ويسيب ميار في حالها .."لا ابدا يااستاذ ياسر ... كنت بسلّم عليكم ... وعلى الأنسة ميار ... مش آنسة برضه ... ؟ "إبتسامة من ابتساماتها .. إللي مش بتطلعهم لأي حد إلا لو كان يتاهل أو وراه مصلحة ... وقالتله أيوة أنسه ...خلص يومها في الشغل .... ونزلت تدور على المواصلات كالعادة .. وبتقول في نفسها .. ربنا مش هيرحمني بقه من زحمة المواصلات دي ... ولا أنا يعني أقل من إللي راكبين عربيات بنص الشارع دوول ؟؟
قطع تفكيرها صوت عربية بتزمر ... بصت لاقيته الاستاذ شعبان ... راكب عربية صحيح مش فظيييعة .. لكنها فخمة برضه ... وبيقولها ... مش عاوزة توصيلة يآنسة ميار ... وأهو برضه نبقى عملنا الواجب مع زميلة جديدة معانا ...

بصتله وابتسمت ...وقالت ...................

الليله الخامسة

بقلم ريتشارد قلب القطة


بصت له وقالت ميرسى جدا يا أستاذ شعبان بس أنا أسفه....ماينفعش مع نظره أستحياء ماكره من ميار......يقابلها نظره دهشه شديده من أستاذ شعبان

بس ميار كانت عارفه هى بتعمل ايه شافت فى عنيه أول مادخل عليهم المكتب .....نظره أستكشاف وأول ماشافها أتحولت لنظره أعجاب

فاجمال ميار كان ولا زال مصدر أعجاب الجميع.....نفس النظره شافتها فعنيه وهو بيعرض عليها التوصيله المجانيه بعربيته .....فقررت تلعب معه لعبه شد واريخى....

مشى أستاذ شعبان بوجه يعلن عن زعله من ميار.......وأستمرت ميار فى طريقه للبحث عن مواصلات.....وعلى وجهاهاأبتسامه صفراء تعلن بها بدايه خطوه جديده ليها على سلم الحياه التى تتمنها.....رجعت ميار للبيت وعلى وجهها علامات سعاده ......تقابلها نظره أستغراب من مامتها :

أزيك يابنتى دلوقتى؟

خير كنتى نزله الصبح مش مبسوطه ورجعه الحال غير الحال

ميار : مافيش ياما ما ايه هو المفروض افضل متضايقه؟

مامتها : لاء ابدا يابنتى انا مبسوطه انك سعيده بس حبيت اطمن عليكى

برد سخيف من ميار تنهى الحوار : خلاص خلاص ياماما أانا تعابه عايزه أرتاح.

تدخل ميار سريرها بعد تغير ملابسها وهى مستمره فى التفكير فى اللى حصل .....وتعبيرات وجه أستاذ شعبان وبترتب هاتعمل ايه بكره

صحيت ميار من نومها بدرى عن العاده تجهز وتبقى فى أبهى صوره ليها

دخلت مامتها عليه تصحيها أتفاجات بيها جاهزه على النزول

مامتها : ايه النشاط دا يلا بقى علشان تفطرى

ميار : لالا أنا مستعجله وورايا مشوار قبل الشركه

يلا سلام وتركت مامتها فى حاله حيره وقلق عليها

مردده: ربنا يسترها معاكى يابنتى ربنا يسترها معاكى يابنتى

وصلت ميار المكتب كانت سلمى كالعاده موجوده اما ياسر فاكان غير متواجد على مكتبه

ميار : صباح الخير ياسلمى

سلمى بأسلوب به غيره واضحه : اهلا صباح الخير ايه الشياكه دى كلها أنت منوره ليه كده النهارده؟

ميار باسلوب ساخر : أنت عارفه أنى طول عمرى شيك ومنوره دا مش جديد عليا....وتكمل فين استاذ ياسر هو أجازه النهارده

سلمى : لسه مش عارفه أجازه ولا متأخر ربنا يستر ويطمنى عليه

قصيدى يطمنا كلنا عليه

بعد حوالى مرور نصف الساعه يدخل عم محمد الفراش ....يا أنسه ميار أستاذ شعبان عايز ملف شركه ألاسمنت يكون عنده حالا لان استاذ ياسر اتأخر وهو محتاجه فى قسم المشتريات

ميار مبتسمه حاضر ياعم محمد حالا

سلمى مش دا الملف اللى كنت بتسألى عليه أمبارح

ميار : أيوا هوة

سلمى : ولقتيه.... كويس

ميار : أنا مافيش حاجه تضيع منى ولو ضاعت أعرف أجبها تانىِِ

ميار بخطوات ثابته واثقه تتجه لمكتب أستاذ شعبان

تخبط على الباب .....صوت أستاذ شعبان: أدخل

تدخل ميار وعلى وجهها أبتسمه ناعمه : صباح الخير يا أستاذ شعبان الملف اللى حضرتك طلبه

أستاذ شعبان ببتسامه عريضه : صباح الورد يا أنسه ميار

ايه الورد الجميل اللى لقيته على مكتبى أول ماجيت الصبح دا

ميرسى جدا .

ميار ببتسامه ساحره وبصوت ناعم ياعنى معنى كده أعرف أنك حضرتك مش زعلان منى.

أستاذ شعبان : أولا أنا كنت زعلان بس لما دخلت لقيت الورد الجميل دا وعليه كارت فيه كلمتين ارجوك ماتزعلش نسيت كل حاجه .... ثانيا ايه حضرتك دى أنا صحيح مدير لكن بردو زمايل

ولا ناويه تكسفينى زى أمبارح

ميار: شوفت بقى أنت مش ناسى أزاى

أستاذ شعبان : لالالا خلاص نسيت صدقينى

ميار : يا أستاذ شعبان أرجوك لازم تعرف أنى رفضت أركب معاك رغم ثقتى فيك بس بابا لو عرف هاتكون العواقب شديده

احنا عائله محافظه ماينفعش دا يحصل دا بابا لو شفنى

ياخبر وتسحر شويه فى باباها وهو قاعد على كنبه الصاله

وهى عارفه انه ضعيف لايملك لها شىء مردده داخلها

ياعنى كان لازم أنت تطلع أبويا ....وتفوق على صوت أستاذ شعبان : ميار سرحتى فى ايه؟

ميار فى بابا الحقيقه أصله شديد جدا

أ ستاذ شعبان : خلاص انا ممكن أوصلك وأنزلى بعيد زى ما أنت عايزه

ميار : لالا ياأستاذ شعبان ماقدرش تقول عليا ايه نظرتك ليا هاتكون ايه

أستاذ شعبان فى أستنكار : أنت بقولى ايه يا ميار أنا متاكد من أخلاقك ودا واضح

والا كنت ركبتى معايا على طول أمبارح بس عجبنى جدا أنك عملتى حساب ولدك بس ولدك عقليه قديمه مع احترامى ليه هو مايعرفش أننا كويسين وأننا زملا ومدى اتحرمنا لبعض

تبتسم ميار أبتسامه هاديه وهى من داخلها فى منتهى السعاده

لان أستاذ شعبان بيجد لها المبررات وبحاول يقنعهابصحه موقفهم ...فقد نجحت فى أولى خوطتها الثابته نحو هدفها

يقطع الحديث خبط على الباب

أستاذ شعبان: أدخل

يدخل ياسر فى حاله أرهاق واضحه ويرى ميار واقفه فى يدها ملف شركه الاسمنت فى استغراب وهو يفكر كل دا وماسلمتش الملف لاستاذ شعبان دانا وصلت المكتب من نص ساعه وسالت عليهاسلمى قالتلى انه طلب ميار ترحوله بالملف لانى اتأخرت

يقطع أستاذ شعبان شرود ياسر السريع

خير ياياسر مالك شكلك تعبان

ياسر هاحكيلك بعدين اسف انى اتأخرت عن

الاجتماع شكلكم لسه مابدأتوش

استاذ شعبان ما انت عارف لازم رؤساء الاقسام يكونو موجدين فأخرنا الأجتماع لغايه ماتوصل

ميار بصوت هادىء : طيب بعد أذن حضرتك أستاذن أنا يا فندم ولا محتاجنى دلوقتى

أستاذ شعبان : لالا ياميار روحى أنت خلصى شغلك وشكرا على تعبك معايا بس هانعمل ايه استاذ ياسر هو اللى اتأخر تفتح

ميار باب المكتب تستعد للذهاب متفاجائه بصوت ياسر فى نبره حاده لوسامحتى يا انسه سيبى الملف اللى فى ايدك هنا هانحتاجه فى الاجتماع

يلفت اسلوب ياسر الغير متوقع والغريب عنه نظر استاذ شعبان بينما تضع ميار الملف على المكتب فى توتر وسرعه وتغادر المكتب غير مستوعبه اسلوب ياسر فهو دائما لطيف معها مهذب فى الرودد

استاذ شعبان ينظر لياسر ليبداء معه الحديث خير يا ياسر مالك ياخى شكلك تعبان النهارده ...........

الليله السادسه

بقلم : هوبتي

بعد دخول ياسر لمكتب الاستاذ شعبان ويشوف ميار واقفه وفي ايديها ملف الشركه ...يطلب منها بكل حديه انها تسيب الملف ولاول مره في حياة ميار تتوتر بسبب موقف زاي دا ...موقف اضعفها ولو لدقائق ...يبص استاذ شعبان لياسر وبكل اهتمام يسأله خير يا ياسر مالك ياخى شكلك تعبان النهارده كده ليه؟ ...

ياسر ...اصلي ما نمتش كويس من امبارح والدتي كانت تعبانه شويه ويقطع حديث ياسر واستاذ شعبان دخول رؤساء الاقسام التانين عشان يبتدوا الاجتماع...

بعد نهاية الاجتماع ,يرجع ياسر المكتب وملامح الغيره والغضب ماليه وشه وبدون ما يحس يهجم علي ميار بسؤال واضح قوي فيه المشاعر الي بيكنها ليها

"كنتي بتعملي ايه عنده كل دا؟ انا جيت من نص ساعه وسالت سلمي قالت انك عنده من بدري وكل دا كنتي بتعملي ايه ؟ انتي وظفتك تسلمي الملف وخلاص"

تبص له والابتسامه الهاديه مرسومه " كنت بودي ملف الشركه وقالي استني لما تخديه "

بكل عصبيه يقولها وبدون ما يحس يمسكها من ذراعها "هو كان بيقولك ايه؟ كل دا مش معقول كل دا بتستني الملف زاي ما هو طلب اكيد كان بيقولك حاجه ؟ هو عايز منك ايه الراجل دا؟"

تبصله بصه فيها معني الانتصار علي سلمي من ناحيه ومن ناحيه تانيه المكتب كده بقي في ايديها خلاص ...

وتقوله بكل حديه وجديه "أبعد ايدك عني انت نسيت نفسك ولا ايه يا استاذ ياسر!!؟"

يبعد عنها وهو متوتر جدا ...يبص لسلمي الي كان واضح قوي عليها الغيره والغضب يبص حواليه يلاقي بعض من الزملاء ملمومين عند المكتب

يوجه كلامه لميار وعينه في عينها " انا هاغيب يومين عن المكتب والشركة لان والدتي مريضه شويه ومحتجالي اليومين دول جنبها"

يخرج بره المكتب وفي بعض الهمهمه من الزملاء "هو في ايه ؟....وأيه الي حصل لكل دا؟"

بعد ما يفضي المكتب علي البنتين ...تثور سلمي: "انتي السبب ...انتي عايزه ايه منه؟ ماتسيبيه في حاله بقي ....حسبي الله ونعمه الوكيل"

تفجر ميار القنبله في وجه سلمي: "انتي فاكره انه مهتم بيكي او حتي شايفك ...دا لو كان معجب بيكي كان بان من زمان...بصي لنفسك كويس انتي بتشتغلي هنا معاه من قبلي ...عمل عشانك كده ؟ قبل كده؟!...

وبعدين انا مش فهمه ازاي تعجبي بواحد انتي اصلا مش عجباه ولا جايه علي هواه ...

اقولك علي حاجه يا سلمي ...شوفي حد تاني شماعه ليكي ترمي عليها غضبك"

وتعد ميار علي مكتبها كالحمل الوديع كأنها ما عملتش حاجه ابداً ...اما سلمي يعتليها السكون وتبقي في حاله من السكوت طول اليوم لان كلام ميار اسر فيها قوي وكان واضح عليها...

بعد يوم عمل طويل عدي زي الهوا...جيه وقت المرواح وحصل نفس الموقف بتاع امبارح ...

لما نزلت ميار تدور علي المواصلات كالعاده ...لاقيت استاذ شعبان مستنيها بعربية وبيعرض عليها انه يوصلها للمره التانيه ...

لكنها كسفته بالزوق واعتذرت له واتحججت بوالدها المتشدد الي لو شفها معاه ...هاتحصل مشكله ليه وليها ...وكمان لمحت له ان ممكن حد من الزملاء يفهمهم غلط ...

ومن هنا سألها " ايه دا يا ميار في حد مزعلك في الشغل؟"

بكل لؤم ونعومه ..."لا يا استاذ شعبان الطبيعي انا عندي منافسين وممكن نقول انهم حاقودين ...مش عارفه اسميهم ايه بجد يا استاذ شعبان!!"

ومن هنا عرض عليها مره تالته تركب معاه بس المره دي عشان يروحوا مكان هادي يتكلموا سوي فيه ويسمع منها مين الي مضايقها في الشغل ...لكنها رفضت وللمره التالته اتحججت بوالداها وسمعته وسمعتها ...

وقالت له " انا بكره هاجيلك المكتب واحكيلك عن الي مضايقني المهم ارجوك ماتكونش زعلان مني ارجوك انا مش هاقدر اسامح نفسي المره دي لو زعلت مني "

يبتسم ليها استاذ شعبان واستشفت هي من الابتسامه دي ان اعجابه بيها بقي اكبر ...

كل واحد فيهم مشي في طريقه وعقله مشغوله بحاجه ...

شعبان بيفكر فيها وبقي شايفها انها مش بس بنت حلوة وذكيه وشاطره في شغلها ...لا دي كمان متربيه ومن عائله محافظه لانها رفضت تركب معاه العربيه اكتر من مره دا حتي لما عرض عليها يقعد معاها في مكان هادي بعيد عن عيون الزملاء رفضت عشان سمعتها ...ومن هنا زاد اعجابه وبدا قلبه يتعلق بيها .

اما سلمي ...كانت بتفكر في كلام ميار عن ياسر وانه مش شايفها ولا واخد باله منها وانها لازم تفوق من وهمها وتلاقي حد تاني يحس بيها وبقلبها.

في اللحظه دي كانت ميار ماشيه بتفكر وبتحلم باليوم الي ربنا هايرحمها من زحمة المواصلات ويكون عندها عربية خاصه بيها في الوقت الي كان كل واحد فيهم بيغني علي ليلاه ...كان ياسر بيفكر في ميار واستاذ شعبان .....ويكسر تفكيره صوت الممرضه في المستشفي وهي بتنده علي اسمه عشان يستلم تحاليل والدته ...

يرجع ياسر البيت وتفكيره كله في ميار ...يا تري هي فعلا بنت ناس اثرياء زاي ما يبان عليها من ملابسها واسلوب كلامها ... ويسرح ويسأل نفسه "ياتري بتفكر فيا زاي ما انا بفكر فيها دلوقتي؟...ياتري حاسه بيا ؟...هو في حد في حياتها !!..مش باين لانه لو في اكيد كان حبسها في القفص الذهبي من زمان "

ويبدا يشوف بخياله ميار وهي قاعده بتتكلم معاه وبتضحك بصوت عالي وهي بتنوله فنجان الشاي ويقولها حطي صوابعك بدل السكر ...وهي بترقص معاه سلوو علي المزيكا الي بيحبها لعمر خيرت ...وهي في حضنه وهو بيقولها ...."بحبك يا ميار"

في اللحظه دي قرر ياسر انه اول ما يشوف ميار يقولها عن مشاعره والي في قلبه ...

نام ياسر والرومنسيه ماليه قلبه وعنيه ومشاعره ...

صحي ياسر من النوم وكله نشاط وقرر انه في معاد الانصراف يروح قدام الشركه ويكلم ميار...

وفعلا راح الشركة بعد ما اتطمن على امه فى المستشفى .... وهوة على باب الشركة .....شاف المشهد بتاع كل يوم بيتكرر بس المره دي ...

كان في حاجة مفاجأة بالنسبه لياسر...

الليلة السابعة

بقلم : نجمة فى السماء

وكعادة الرياح تاتى بما لا تشتهى السفن ..... فى نفس ذات اليوم الذى قرر فيه ياسر ان يعترف لميار بحبه يكون على اتفاق مع اخيه الذى اضطر لقطع رحلته ليكون بجانب والدته فى مرضها ولذلك بعد انتهاء العمل وقف ياسر ينتظر ان يمر عليه اخيه بسيارته ليذهبا للمشفى سويا ....... واثناء انتظاره تكرر امامه المشهد المعتاد بالنسبة لميار واستاذ شعبان والذى لم يكن معتادا عليه ياسر الا ان صدمته لما تكون فى شىء يخص المشهد ...... فلقد افاق ياسر بعد انتهاء المشهد ليجد اخيه قد وصل دون ان يشعر به و نزل ايضا من السيارة ليرى ما حل به حتى لا يسمع ندائه له وتنبه السيارة لاكثر من خمس دقائق...... لتكون صدمته هو والتى انتقلت لياسر حين راى ميار وهى تتحدث مع استاذ شعبان والذى كان لاول مرة لا يحدثها من سيارته فقد كان واقفا بدرجة قريبة منها توحى بانهم ربما على علاقة رسمية مما ذكره بما مضى وبالذى كان سبب لسفره حتى يمكنه ان ينسى حبه الاول وعشقه الاخير والذى مثل له اكبر صدمه فى حياته حينما عرف طريقة ميار واسلوبها فى التلاعب بمن حوالها لمجرد الحصول على ما تريد وانها شخصية لا يعرف الطريق اليها شىء سوى طموحاتها واحلامها اما الحب و مشاعر الاخرين بصفة عامة لا تمثل لها ادنى اهتمام ولاتعد اكثر من وسيلة تستخدمها لتحقيق طموحاتها وايضا تدمير من حولها حتى وان لم تكن تريد ذلك لكنها تكون النتيجة كذلك على اية حال ...... مما جعل الدموع تتجمع فى عينه دون اراته ولكنها ارادة عينيه التى بكت رغما عنه سنوات الجامعة وذكريات ايام ظنها الاجمل على الاطلاق قبل ان يكتشف انها الاسؤا ايضا على الاطلاق لانه برغم ما حدث لم يستطع نسيانها او تجاهلها وكانها شخص مر بجانبه اثناء عبور الطريق ذات يوم دون ان يتمكن حتى من رؤيته ...... مما دفع ياسر للتساؤل عن سبب التغير المفاجىء فاشار له حيث تقف ميار تنتظر الاتوبيس بعدما رفضت عرض الاستاذ شعبان كعادته ليوصلها الى المنزل لكنها لم تراهم طوال فترة انتظارها لحسن حظها وربما لسوء حظها ...... لكن ياسر لم يفهم او على الاقل لم يرد ان يفهم فساله الام يشير بالتحديد فقال له : " الى ميار .... هذه الفتاة الواقفة هناك " وحكى له حكايته معاها وربما معاناته بسببها ....... وطوال حديثه لم ينطق ياسر بكلمة واحدة او حتى حاول ان يساله عن شىء فقد سال اخيه وفى نفس الوقت اجاب عن اسئلته هو نفسه التى يمكن ان تخطر على بال شخص بما فيها لماذا تفعل ذلك وطبيعة شخصيتها وحياتها واهلها واساليبها وطرقها ...... وحتى لا يزيد ياسر من معاناته لم يخبره انه ايضا كان يحبها بعدما تحولت مشاعره لها لمشاعر كره ورغبة فى الانتقام لاخيه احب الناس اليه والتى كانت السبب فى بعده عنه ...... و كل ذلك دار بينهم وهما واقفان فى نفس المكان وينظران ايضا لميار حتى اتى الاتوبيس وحملها الى المنزل وركب كل منهم السيارة متجهين الى المشفى لرؤية والدتهم المريضة ...... وطوال الطريق لم يتكلم احدهم لكن عقولهم تكلمت وقالت الكثير وقررت ايضا ما هو اكتر من مجرد كلمات ستمضى وينطوى عليها الزمن ...... وفى منتصف الطريق طلب ياسر من اخيه ان ينتظر ليشترى ورد لوالدته ...... واثناء انتظاره لتجهيز طلبه صادف بجانبه محل لبيع الساعات فدخل ليشترى واحدة لكن الغريب لم يكن فى دخوله للمحل وانما كان فى شرائة لساعة حريمى والاغرب طلبه تغليفها بشكل مميز لكن اخيه لم يشأ ان يساله عنها ربما لانه يعرف ياسر بطبيعته لا يميل الى الحديث عن خصوصياته وربما لان حالته النفسية كانت سيئة للغاية بعد رؤيته لميار لكنه على اية حال لم يساله وايضا ياسر لم يخبره....... واكملا طريقهم للمشفى حيث قضوا اليوم باكلمه مع والدتهم .......و رحلوا فى المساء للمنزل ليرتاحوا قليلا على ان يعود اليها اخيه فى الصباح وهو بعد انتهائه من العمل .
وفى بداية اليوم التالى تعمد ياسر الحضور مبكرا حتى يلحق بميار قبل اى احد بعدما قرر ان يعاملها بنفس اسلوبها ويلعب بها وعليها انتقاما لاخيه وحتى يعطيها درس عملى بان مشاعر الاخرين لم تكن ولن تكون فى يوم ابدا لعبة فى يد احد لانها اسمى من ان تكون وسيلة لهو بالنسبة لنا ....... وعند قدومها ابتسم لها بكل هدوء وقال لها انه مازال يشعر ببعض الاسى والحزن والالم ايضا لموقفه معها ومعاملته القاسية لها اول امس فى مكتب الاستاذ شعبان لانه كان متعب بشدة واعصابه متعبة اكثر لتعب والدته خاصة وانها ربما تنتهى حياتها عن قريب لاصابتها بسرطان الدم كما اظرت التحاليل وانه لم يكفيه اعتذاره لها بالامس فقدم لها الساعة كاعتذار رسمى وتعبيرا عن اسفه الشديد بحقها ....... فابتسمت له ولكن هذه المرة لم تكن ابتسامتها نوع من الابتسامات التى تهديها لمن يقدم لها شىء او يرفعها درجة حتى يعطيها المزيد لكنها كانت المرة الاولى التى تبتسم فيها هذه الابتسامه لانها كانت من قلبها بحق وبصدق فقد اكد لها موقف ياسر انها تمتلكه وتمتلك كل تفكيره فبرغم مرض والدته الذى يشغل كل تفكيره كان ايضا يشغل باله موقف ميار منه وايضا فى الوقت ذاته اسلوب ياسر المتقن فى اظهار الحب والحنان لها والاحتواء لمشاعرها كان له دوره فى جعل ميار تتعلق به وتبدا التفكير فيه لاول مرة بطريقة تختلف عن طريقتها المعتادة وهى كيفية استغلاله وتحقيق ما تريد من خلاله ....... ولقد كان لمواقف ياسر معها الدور الاكبر فى تغير ميار معاملتها لاستاذ شعبان بالتحديد لانها شعرت بالخوف من ان تاثر علاقتها باستاذ شعبان بعلاقتها بياسر والذى كان اكثر وضوحا فى رفضها المهذب على غير العادة دون التحجج بوالدها حين اراد منها استاذ شعبان ان يوصلها ولكنها ايضا لم تشا ان تخسره ...... وانتهى يومها كعادة كل ايامها الا من بعض الاحداث والمشاعر والافكار التى بدات تتسرب اليها فهى مهما كانت انثى و للكلمات والمشاعر واولهم الحنان الذى كانت تفتده طول حياتها سلطان عليها يستطيع ان يأسر من يرد مثلما فعل معها .
ومرت الايام وتركت اثر فى كل من يحيا فيها فسلمى لم تعد تهتم بياسر لان كرامتها رفضت ومنعتها من ان تستمر على هذا الوضع لكن غيرتها من ميار استمرت وحقدها لها ازداد ....... واستاذ شعبان برغم ازدياد اعجابه كل يوم بميار الا ان تغير اسلوبها معه الى المعاملة الرسمية اكثر من اى شىء اخر جعلته يلزم حدوده خاصة مع تطور علاقتها بياسر ومهما كان فانهم اصدقاء طفولة ومابينهم اكبر من ان يخسره لاجل ميار ....... وخالد اخو ياسر قدم طلب اجازة لاجل غير مسمى ليبقى مع والدته فى المشفى للتتخفيف عنها ومساعدتها فى احتياجاتها وايضا مساعدتها اثناء تلقى العلاج خاصة وانه الاقرب اليها من كل اخوته ....... اما ياسر فكان قد بدا يخطط لشكل اكبر لعلاقتهم ويعمل على جذب ميار اليه اكتر من خلال اهتمامه المتزايد بها والملفت للنظر ايضا والذى كان واضح بشكل اثبت للكل علاقتهم القوية حين اقام لها فى الشركة حفلة بمناسبة عيد ميلادها وقدم لها هدية قيمة ...... واخيرا ميار والتى قلبها تعلق بشده بياسر لكنها لم تكن تظهر له ذلك بنفس القدر الذى يظهره لان طبعها فى اغلب الاوقات كان يغلب عليها فتعود الى طبيعتها ...... وايضا بدات تخشى من الحب لانه افقدها علاقاتها ومحاولاتها للاستفادة من اناس كثيرين لكن فى الوقت ذاته كان ياسر يفهمها ويعرف ذلك فكان يغمرها بالهدايا ليعوضها ذلك ويغمرها ايضا بالحنان ليملك قلبها حتى اذا خرج من حياتها فى يوم وفجر لها سبب اهتمامه بها يكون بعده عنها صدمة ومعاناة شديدة لها ...... لكنه حتى الان لم يحن الموعد لذلك فمازال الطريق طويل وعلاقتهم معا لم يمض عليها اكتر من اشهر قليلة تعد على اصابع اليد الخمسة ....... وخلال هذه الفترة تحسنت علاقتها باهلها وكأنها ادركت مؤخرا ان لها اهل وزاد اهتمامها بوالدتها بصورة خاصة لانها خشيت عليها من مصير والدة ياسر الذى يموت فى اليوم الاف المرات حزنا عليها والما لما اصابها وايضا زاد احترامها لوالدها وتحسنت معاملتها لاخواتها واحتوائها لاختها الصغرى وكأن حنان ياسر انتقل اليها فتعلمت منه كيفية الاهتمام بالاخرين وكذلك حبهم واحتوائهم وايضا احترامهم وعلى الرغم من استغراب كل من حولها من تغيرها الغير مبرر بسبب على الاقل بالنسبة لهم الا انها شعرت بالرضى عن الوضع هكذا
لكن ما كان يشغل بالها ويسبب لها قلق شديد هو ...............

الليلة الثامنة

بقلم : ريم

كانت ميار تتساءل بينها وبين نفسها .....هل ستدوم علاقتها بياسر ؟؟....لماذا لم يطلب منها الزواج ؟؟ ولم يلمح حتى مجرد تلميح بذلك ؟؟.....هل من الممكن أن تخسر ياسر ؟؟

كما خسرت في يوم من الأيام حب عمرها حازم؟؟

حازم الذى أحبته في صمت وهى في الجامعة وكانت تعلم تماما أنها لن تستطيع أن تقترب منه اكثر من ذلك....فحازم من عائلة ثرية معروفة تتهافت عليه الفتيات من نفس مستواه الاجتماعى.

ولم يشعر بحبها له يوما بالرغم من صداقتهما القوية التى لم تنقطع يوما منذ أيام الجامعة ...

حازم الشاب الوسيم ذو الأخلاق العالية.. والذى رضيت ميار بصداقته وحاولت قتل حبه في قلبها لعلمها تماما أنه الرجل الوحيد الذى لم ينظر اليها يوما الا كأخت وصديقة ...وهى بدورها حافظت على تلك الصداقة وحرصت على استمرارها وحاولت دوما أن تشعرة أنهما متساويان بالرغم من اختلاف مستواهما الاجتماعي .

بل أنها رفضت تماما اللجوء اليه عندما كانت تبحث عن عمل ......ابتسمت ميار ابتسامة حزينة وهى تستعيد تلك الذكريات التى تدفقت على رأسها منذ اتصال حازم بها ليدعوها الى حفل زفاف أخته في ذلك الفندق الأنيق بعد يومين

حاولت التوقف عن التفكير في ذكريات قديمة لن تفيد ..وشغلت تفكيرها باستعدادها لحفل الزفاف ... وقررت كعادتها أن تكون أجمل المدعوات ...دخلت دعاء على ميار الغرفة وهى تنادى عليها لتخرجها من حالة شرودها الواضحة

مياااااااار .. كانت دعاء تنادى ميار دوما بهذه الطريقة عندما تراها مشغوله لتلفت انتباهها

وجلست بجانبها وسألتها : مالك يا ميار بتفكرى في ايه ؟؟؟

فأجابتها بأنها تفكر فيما سترتديه في حفل زفاف أخت حازم....رسمت دعاء على وجهها علامات تفكير عميق وقالت : أنا ممكن أساعدك بشرط أروح معاكى الفرح ده.....ضحكت ميار ووافقت

فأحتضنتها دعاء وبخفة ظلها المعهودة قالت لميار أنا مش بس هاروح معاكى.. أنا كمان هالبس فستان من عندك.....وبالفعل قامت وأختارت فستانا وقبَلت ميار وذهبت وهى تركض كاللأطفال لتخبر أمها.....دعاء كانت شخصية مفعمة بالحياة خفيفة الظل لم يكن أحدا يلتفت اليها
فدوما كانت النظرات مسلطة على ميار.....مما جعل دعاء تتفوق في دراستها وطموحها العملى لتثبت لنفسها أنها تستحق اهتماما من نوع اخر
ومع ذلك لم تشعر أبدا بالغيرة من ميار بل كانت تشفق عليها احيانا وتخاف عليها من تطلعاتها الدائمة ......مر اليومان سريعاً بدون أى أحداث تذكر.....وحان موعد زفاف أخت حازم

وكانت دعاء مفاجأة للجميع فبعد أن لبست الفستان وصففت شعرها عند الكوافير
تغيرت تماما بالرغم من جمالها المتواضع فبدت كأميرة رقيقة

وصلت ميار ودعاء الى قاعة الزفاف فوجدتا كل أصدقاء ميار من الجامعة ووقف الجميع للسلام على ميار.....التى لم يرها الجميع منذ فترة طويلة بسبب انشغالها في عملها......... وجميع العيون كانت مسلطة على ميار التى زاد جمالها وانوثتها......ماعدا عيون رجل واحد كانت مسلطة على دعاء
ذلك الرجل هو حازم فلقد لفتت دعاء نظره بجمالها الهادئ ورقتها وبساطتها......وحاول طوال فترة الحفل أن يتكلم معها ويجلس بجانبها ......انتهى الحفل وعادت دعاء وميار الى منزلهما ..
ولأول مرة تشعر دعاء بهذا الشعور الغريب من السعادة والرضا ......لم تفارق صورة حازم مخيلتها ولم يفارق صوته أذنيها......وفي اليوم التالى ذهبت ميار الى الشركة صباحاً
لتجد حازم في انتظارها أمام الشركة ......وأدهشها وجوده في ذلك الوقت المبكرولكن ما زاد من دهشتها هو ما طلبه حازم منها .....

الليلة التاسعة

بقلم : باشا

في ذات التوقيت التي كانتا فيه ميار ودعاء داخل الفندق الأنيق لحضور حفل زفاف شقيقة حازم زميل ميار أيام الجامعة .. كان "أحمد فهمي" شقيقهما في مكان آخر تماماً

"أحمد فهمي" .. الابن الأصغر المدلل للأستاذ / فهمي الموظف البسيط بإحدى المصالح الحكومية .. "مودي" كما تحب زينب - أمه - أن تناديه داخل المنزل .. آخر العنقود سكر معقود كما هو معروف !! .. "حموته" كما يناديه أصحابه في الشارع وعلى المقهى البلدي الكائن في أطراف الحي العشوائي المنسي .. الحي بالأحياء فيه – مجازاً - لا المقهى !!

نشأ حموته في ذلك المقهى الذي طالما شهد خناقاته وشتائمه مع أصحابه من الصنايعيه والعاطلين على ثمن مشاريب لعبة الدومينو .. وأحياناً على حباية ترامادول أو سيجارة ملفوفة أو حتى سيجارة فرط أيام الفلس والقحط !

أحمد كان قد بدأ يضيق بتأنيب والده المستمر له .. يا ريتها كانت جابت دكر بط بدالك على الأقل كنا أكلناه ! .. أنا هافضل أعلف فيك لحد إمتى ؟ .. مش عيب تبقى زي الشحط وتمد لي إيدك عاوز مصروف ؟ .. هو أنا أشقى وأتعب طول النهار عشان أوفر لكم حق اللقمة وأنت بسلامتك نايم في البيت لحد المغرب زي الست النفـّسه ؟؟

مطارده والده المستمرة له كانت سبباً وراء بحثه عن عمل .. كانت سبباً من ضمن الأسباب .. أما السبب الأهم والرئيسي فكانت "منال" .. منال عامله النظافة في صيدلية "وليم" .. والتي كانت بمثابة الممول لحبوب المنشطات والهلوسه .. كانت هي الديلر بإختصار !

الحرمان .. كان سبب التعارف بينهما .. هو في نظر الجميع فاشل عاطل مدلل .. أقصى نجاحاته الشخصية لعب الدومينو .. والتي يفز فيها بالغش والسرقة .. وهي الابنه الرابعة من ضمن ستة ابناء لأب فراش وأم خياطة .. جسدها الهزيل العاري من ملامح الأنوثة يجعل من يراها يتخيلها طفلة .. بينما هي كانت قد حصلت على الإعدادية من سنتين !

في البداية .. كان الحديث بينهما لا يتعدى بضعة كلمات قليلة .. حتى يأخذ المطلوب ويجري مسرعاً إلى المقهى يقسم ويوزع ويقبض ويلعب على الباقي من أقراص ! .. بمرور الوقت صار ينتظرها في ميعاد انتهاء عملها على محطة الأتوبيس كل يوم .. وهي أيضاً كانت تنتظر قدومه وتحاول جاهده أن تخفي حبه في عينيها !

- وأنا كمان بحبك والله يا أحمد .. بس بابا مش هايوافق عليك وأنت كده !

- قصدك عشان من غير شغل يعني ؟

- ( تنظر إلى الأرض بخجل)

- طب وأنا أعمل إيه يعني ؟؟ ما هي البلد حالها واقف وما حدش لاقي شغل ؟؟ بقت مقفله من كل ناحية زي الدومنه !

- أنت اللي مش عاوز تشتغل .. خدت ع الركنة والراحة وقعدة القهوة !

- والنبي يا منال تنقطيني بسكاتك أنا مش ناقص تقطيم .. مش هاتبقي أنتي وأبويا !

- طب واللي يجيب لك شغل ؟

- شغل إيه ؟

- شغل وخلاص .. هو أنت هاتتقمر ؟؟ .. شحات وعاوز لقمه فينو ؟؟

- يا بت لمي لسانك بدل ما أمد إيدي عليكي !

- (تنظر إليه في تحدي) .. ما تقدرش !

- (يضحك بصوت عالٍ ويستطلع المكان من حوله ثم يقترب منها) .. طب أمد شفايفي ؟؟

- كانت منال قد أخبرت أمها عن أحمد .. وانه واد جدع وابن ناس طيبين .. وانه عاوز يتقدم لها بس ظروفه متلخبطه ومش لاقي شغل .. وأمها بدورها أخبرت زوجها بحديث ابنتها .. وأن البت كبرت وعينيها فتحت ولازم يستروها .. وإنه هايكسب ثواب لو شغل الواد ده معاه في الشركة .. آهو من ناحية يساعده في الشغل ويبقى تحت عينيه ويعرف أخلاقه وطباعه .. ومن ناحية تانيه ما يشاغلش البت ويقابلها من ورا ضهرهم لانه هايتلهي في الشغل .. وبعد تفكير عميق من الأب وتقليب الموضوع في دماغه قال لها : خليه يجيني بكره في صلاة العشا في الجامع اللي على الناصية واللي فيه الخير يعمله ربنا إن شاء الله .. بس أنت فتحي عينيكي كويس على البت .. ربنا يسترها !

- تقابل أحمد مع عم / حنفي في الجامع وصليا العشاء سويا .. شعر عم / حنفي أن أحمد فعلاً ابن ناس وخامة كويسه .. وقال له : أنا هاحاول أكلم لك مدير عام الشركة عشان تشتغل معايا .. هاقول له إني محتاج حد يساعدني لإني كبرت والموظفين كتروا وما بقتش ملاحق على خدمتهم لوحدي .. ده غير كمان نظافة المكاتب والبوستة وطلبات الموظفين اللي ما بتخلصش من شراء سجاير وأكل وخلافه .. واتفقا على أن يأتيه أحمد بعد يومين في صلاة العشاء ليخبره بالنتيجة.

- في ذات التوقيت التي كانتا فيه ميار ودعاء داخل الفندق الأنيق لحضور حفل زفاف شقيقة حازم زميل ميار أيام الجامعة .. كان أحمد يصلي العشاء مع عم / حنفي .. الذي بشره بأن المدير وافق على تعيينه .. وذلك بعد شهادة عم / حنفي له بأنه واد أمين ويعرف ربنا وبتاع شغل .

- عاوزك تطول رقبتي في الشركة وما تكسفنيش يا أحمد .. أنا بقالي عشر سنين فيها والحمد لله الناس كلها بتحترمني وبتحلف بحياتي وبيعتبروني زي أبوهم وأنت هاتشوف بنفسك لما تيجي بكره إن شاء الله

- إن شاء الله هاكون عند حسن ظنك يا عم حنفي وهارفع راسك في الشركة

- ربنا يعلم إني باعتبرك زي ابني .. ولولا كده ما كنتش اتصدرت لك مع المدير .. المهم إنك بكره بإذن الله تجيب أوراقك وتجي لي الشركة الساعة 08:30 الصبح

- وأنا اتشرف والله إني أكون ابنك يا عم حنفي .. بكره بإذن الله 08:30 بالثانية هاتلاقيني عندك في الشركة

- في ذلك الصباح الباكر .. كانت تنتظر ميار أكثر من مفاجأة !

لم تكن تتوقع أن ترى حازم أمام مقر الشركة .. بل ما أدهشها حقاً .. هو إنه قد حفظ عنوان شركتها من حديثهما العابر بالأمس في حفل زفاف شقيقته .. كالصياد الذي ينتظر فريسته منذ زمن .. تعاملت معه بمهارة .. رغم نشوة الانتصار الخفية التي كانت تسري في أوصالها وحاولت بكل خبرتها أن تداريها في عينيها .. بالتالي عندما طلب منها عنوان منزلها لكي يزورها في أمر شخصي .. أظهرت الأمر كأنه عادي جداً ولم تحاول أن تستفهم أو تسأل عن طبيعة ذلك الأمر الشخصي .. الذي ظنت إنها تعرفه بكل تأكيد .. أمر آخر دار بعقلها أثناء وقوفهما أمام الشركة .. جعلها تختصر من حديثها معه وتعطه العنوان بسرعة .. ذلك الأمر كان ياسر .. الذي من المحتمل أن يصل في أي لحظة .. وعندما طلب منها حازم أن يذهب إلى السيارة ليحضر ورقة وقلم لكتابة العنوان .. أجابته على الفور وبنظرة خبيثة : احفظه زي ما حفظت عنوان الشركة !

دخلت ميار الشركة وهي غير مصدقة نفسها .. تحاول أن تداري ابتسامتها دون جدوى ! .. وكعادتها كل صباح .. ذهبت إلى البوفية .. لتنبه على عم / حنفي الفراش ذات التنبيه اليومي وهو أن يجهز لها النسكافية في المج الخاص بها دون سواه .. ولكن عند دخولها البوفية .. تسمرت قدميها كأنها قد شـلـت .. وصاحت : أحمــد !!

الليلة العاشرة

بقلم ابو ريان

ماذا تفعل هنا؟

صاحت ميار بدهشة عارمة وهي ترى أخاها أحمد واقفا أمامها يضع وزرة بيضاء ويحمل بها كؤوس الشاي.. ويضع منديلا فوق كتفه.....زاغت عيناه وهو يراها ولم ينبس ببنت شفة......أحست بالأرض تدور تحت قدميها وشاحت ببصرها عنه فهي لم تستطع تحمل هذا المنظر وتشتت تفكيرها ومدت يدها ببطء لتضعها على الحائط كأنها تستنجد به وقد خارت قواها .. ....لم تدري كم بقيت مسمرة هكذا لكنها أفاقت على صوت سلمى تناديها:

-ميار.. ما بالك لا تجاوبين؟

إلتفتت لها بنظرة خاوية وذهن شارد وثلعثمت في الكلام

- نعم.. ما.. سلمى ماذا هناك..؟

- صباح الخير تأتي أولا

- آه .. صباح النور..كيف حالك..؟

انتبهت سلمى إلى إرتباك ميار وتساءلت.. كيف تسألها عن حالها وهي التي لا تتكلم معها سوى للضرورة وبكل عجرفة

- بخير .. جئت أبحث عنك فقد نسيت إحضار مفاتيح المكتب

- اه حسنا .. ومدت يدها داخل حقيبتها لتمد لها المفاتيح..

كل هذا وأحمد لم يحرك ساكنا ووجهه مطأطأ إلى الأرض فقد كانت هذه ضربة موجعة له بالنظر لتاريخه الطويل مع ميار والمليء بالصراعات وحب السيطرة

- أنت جديد هنا.. أليس كذالك.. أين عم حنفي؟

تحشرج الصوت في حلقه ولم يستطع النطق فأشار بيده إل الغرفة الداخلية...فتابعت:

على العموم أن أريد قهوة بالحليب أحضرها لي إلى الطابق العلوي ..قل لعم حنفي أن يدلك على مكتب الأستاذ ياسر..

خيل لسلمى أن الاثنين قد تبادلا نظرة غريبة لبرهة قبل أن يشيحا بوجههما.. لكن ميار داهمتها بأن أخدت المفاتيح من يديها وخرجت مسرعة قائلة سأسبقك إلى فوق.. وفي نفس الوقت تحرك أحمد موليا ظهره لها فنقلت بصرها بينهما بنظرة ملؤها التساؤل

*****

جلست ميار في مكتبها عاقدة يديها أمامها كأنها تضم نفسها لتواسيها كي تواجه هذا الحدث المفاجئ وشردت في أفكارها.. تذكرت الحلم الذي راودها والذي رأت فيه أباها فراشا في الشركة .. لم تكن تتوقع أبدا أن يتحقق ذلك الكابوس أمامها بهذا الشكل..

وتذكرت قول أبيها : خدي بالك من نفسك يا ابنتي...

ياترى أي مصيبة أكبر من هذه يمكن أن أتوقع.. وخفق قلبها بقوة.. لعل أول مصيبة هي أن يدخل علي هنا حاملا كأس القهوة لهذه الضفدعة سلمى..

سمعت صوتا عند الباب وسقط قلبها عند قدميها ورفعت عينيها لترى ياسر يدلف إلى المكتب وما إن رآها حتى قال: صباح الخير يا ضوء القمر..

التفتت إلى أوراقها في ضيق وغمغمت.. أهلا.

- أتعلمين أن اسم ميار يعني ضوء القمر..

لم تجاوبه فانتابه الغضب واستطرد مغيرا الموضوع: أين سلمى ألم تحضر بعد؟

جاوبته في اقتضاب: بالأسفل..

- أذهبت إلى المقصف؟

كانت ميار لا تزال منزعجة فثارت في وجهه بعصبية وقالت :لا أعلم يا ياسر لا تخنقني أنا لست الناطقة الرسمية باسمها..

فاجأه هذا الرد وأشعل في قلبه جحيما من الغضب وهو يرى أنها تحاول أن تضعه في نفس موقف أخيه خالد حيث أضحت تعامله بمنتهى الجفاء وتتلاعب به بمجرد أن رأت أنه وقع في شباك حبها.... وفكر في قرارة نفسه { صحيح ذيل الكلب لا يعدل أبدا }

********

ولجت سلمى إلى الردهة المؤدية إلى المكتب لترى ياسر يغادره فنادته.. ياسر.. أستاذ ياسر..

لتفاجأ به يقول لها دون أن يلتفت إليها : أنا ذاهب إلى الأستاذ شعبان..

أغضبها تجاهله لها وندمت لمناداته بعد أن كانت قد قررت ألا تعيره أي اهتمام وألقت اللوم على ميار.. سوف تظل تنفث سمها في المكتب حتى تجعله جحيما لا يطاق....

دخلت وجلست دون أن تكلم ميار التي فتحت بدورها درج مكتبها متظاهرة بأنها تبحث عن شيء ما.. لكنها كانت تداري ضيقها وندمها الشديد على ردها البارد على ياسر فهي رغم حبها القديم لحازم اصبحت متعلقة بياسر بشكل غريب وأضحت أحاسيسها تختلط عليها في شأنهما...

سمعت صوت خطوات في الردهة وصوت الكؤوس فتخيلت منظر أحمد حاملا صينية القهوة لسلمى وكانت كل خطوة كمدفع يرج في أدنيها حتى كادت تصاب بالإغماء ورأت الصينية ...

عم حنفي.. قالت سلمى: أرجوا أنك لم تنس السكر مرة أخرى..

أجابها عم حنفي مبتسما: لا لا حتما لم أنساه..

أحست ميار بدوار شديد من هول الإحساس فقامت وحملت حقيبتها لتغادر مسرعة قائلة لسلمى: لن أحضر غدا وبعد غد فأنا أحس بتوعك...

تابعتها سلمى بدهشة قبل أن تلتفت لعم حنفي قائلة : كنت أرجو أن تحضر أنت القهوة يا عم حنفي.. جئت في وقتك..

********

أهلا عم ياسر.. خطوة عزيزة.. لم تعد تزورنا إلا لماما

قهقه أستاذ شعبان وهو يرحب بياسر الذي دخل إلى مكتبه قائلا : بل أنت الذي أصبحت كالعملة النادرة.. كيف حالك؟

- بخير والحمد لله

- أنا أريد أحدثك في موضوع مهم..

أثار كلامه اهتمام الأستاذ شعبان فمال بكرسيه إلى الأمام وأشار إليه ليجلس : ما الأمر؟ كلي آذان صاغية

- أريد أن أكلمك في موضوع خارج نطاق العمل فنحن أصدقاء منذ الطفولة..

أومأ شعبان برأسه فاستطرد قائلا:

- إنه موضوع يتعلق بالإرتباط.. ولقد فكرت مليا في هذا الموضوع فأنا أومن بأن الفرص تأتي مرة واحدة فقط وإذا كان المرء واثقا من إحساسه تجاه شخص معين فيجب أن لا يتوانى عن القيام بالخطوة التي تضمن سعادته.. لذلك..

قاطعه صوت طرقات شخص واقف بالباب يقول وهو يجول بنظره في المكتب : مرحبا أهذا مكتب الأستاذ ياسر ؟

فوجئ ياسر بهذا الشخص يسأل عنه فأجاب: نعم أنا الأستاذ ياسر أي خدمة؟

- في الحقيقة أنا أبحث عن مكتبك لأنني سألت عن شخص ما وقالوا لي إنه يعمل في مكتب الأستاذ ياسر..

أثار كلامه اهتمام ياسر فقال : عن من تسأل بالضبط؟

- عن الآنسة ميار..

تنبهت كل حواس ياسر لكنه تظاهر بعدم الاهتمام وقال له: حسنا سأدلك على المكتب.. والتفت إلى الأستاذ شعبان قائلا: سوف أعود فيما بعد لنتم حديثنا وأنا واثق أنه سيثير اهتمامك..

خرجا من المكتب والفضول يكاد يقتل ياسر فقال : تفضل يا أستاذ......؟

- حازم.. حازم محي الدين.

رن هذا الإسم في أذني ياسر فقد كان قد سمعه مرات عديدة ضمن عدة أسماء تذكرها ميار عن الجامعة وخرجاتها وحفلاتها ورحلاتها ... حتى أن هذا الإسم جاء بصورة مكررة جعلته يميل أحيانا إلى تغيير الحديث آنذاك

- هوذا المكتب..

وأطل من الباب مناديا... آنسة ميار..

فجاءه صوت سلمى تقول: لقد غادرت وقالت إنها لن تتمكن من الحضور غدا وبعد غد..

أدار وجهه صوب حازم قائلا: يبدو أنها غادرت.. أيمكنني أن أقدم لك أي خدمة ؟

تردد حازم قليلا ثم قال: في الواقع لقد أعطتني آنسة ميار عنوان بيتها لكنني وبما أنني لم أدونه حينها اختلط علي ولم أعد أتذكره بالضبط ..

صمت ياسر لبرهة كأنه يحثه على الكلام ثم استدرك قائلا: عنوانها حتما عند شؤون الموظفين... أرجوا أن يكون الداعي خيرا فنحن هنا أسرة واحدة... وأشار إلى السلم لن أكون فظا قليل الذوق وسأدعوك لشرب فنجان قهوة.. وغمغم في نفسه : أرجوا فعلا أن يكون الداعي مناسبا..

********

أهلا أحمد باشا.. أين البدلة الرسمية؟

ضحكت منال ضحكة طفولية وهي ترى أحمد عند مغادرتها الصيدلية ثم ما لبثت أن قطبت حاجبيها عندما رأته مكفهرا على غير عادته وقالت : ماذا هناك يا سي أحمد فأجاب دون مقدمات: لن أعمل مع والدك وهذا قرار نهائي ..

فوجئت بكلامه هذا لكنها استردت رباطة جأشها وهي تتذكر قول أمها : يجب الضغط عليه ليجد عملا ويلتزم به وإلا لن يلتزم بأي شيء في حياته فقالت في حنق: إذا فكل منا في طريقه.. وهذا قرار نهائي..

حدجها بنظرة نارية ودار على عقبيه تاركا إياها دون أن ينطق بكلمة.. كانت تلك أقصر محادثة بينهما لكن أثرها كان بالغا.. ظل يمشي هائما حنقا.. لم يتوقع أن تواجهه بهذه القوة والقسوة.. بل لم يتوقع أن يأثر فيه كلامها بهذا الشكل.. يبدو أن إحساسه بها أعمق بكثير مما كان يتصور.. قادته خطواته إلى المقهى البلدي.. جال ببصره داخله قبل أن يصيح : سمعه.. سمعه..

وأتاه صوت سمعة قائلا: حموته فينك يابني قلبت الدنيا عليك.. الليلة ستكون بيضاء ومنورة.. نظر إليه أحمد في شرود.. وقال: كنت أبحث عنك فأنا اليوم أريد حقا أن أغييييييب..

*****

دخلت ميار المنزل ووجدت أباها جالسا أمام التلفاز فالتفت وناداها: ميار تعالي يا ابنتي ناوليني منديل نظاراتي.. حسبي الله ونعم الوكيل

أجابته بسرعة : مالخطب يا أبي مابالك منزعج هكذا

رد في أسى: نشرة أخبار اليوم تثير الإكتئاب.. فبينما كنت أتابع تهديدات الصهاينة للسفن التي تعتزم نقل المساعدات لأهل غزة المحاصرين حتى فوجئت بخبر وفاة الكاتب الكبير أسامة أنور عكاشة.. غمغمت بحزن شديد : رحمه الله إنا لله وإنا إليه راجعون خسارة والله خسارة كبيرة ..ناولته المنديل ودخلت حجرتها.. كان هذا الخبر بمثابة القطرة التي أفاضت دموعها فتوترها الشديد طيلة الصباح نال منها فأجهشت بالبكاء.. سمعت صوت الباب يفتح ودخلت دعاء وما إن رأتها تبكي حتى اغرورقت عيناها وجرت لتحضنها.. لقد سمعت إذن الخبر.. رحمه الله.

ودوى في أذنها صوت أمها من جديد... (خدي بالك من نفسك يا ابنتي)

******

أين أحمد لم يحضر منذ البارحة.. صاح فهمي أفندي.. هذا الولد سيجنني.. قاطعته زينب: لا تنفعل.. لقد أخبرني أنه سيقضي الليلة عند صديقه طارق ليساعده في طلاء غرفته.. صاح مستهزئا : هذا هو عمله الجديد إذن...

تركته يرغي ويزبد ووضعت كأس الشاي على المنضدة وهي تتمتم..: أينك يا ابني قلبي مشغول عليك..

رن جرس الباب فتوجه فهمي أفندي ليفتحه.. فإذا بأربعة شبان يقفون عند الباب..

عذرا يا عمي.. نحن نعمل مع الآنسة ميار في الشركة وجئنا نطمئن عليها اثر مغادرتها العمل بالأمس فجأة..

رغم مفاجأته قال: طيب يا ابني تفضلوا.. وأدخلهم للصالون.. كيف حالها اليوم يا عمي..؟ أجاب مستغربا فهو لم يعلم بأي أمر غير عادي عنها : في أفضل حال.. وخرج ليبلغ زينب أن تعد الشاي وتعلم ميار بحضور ضيوف من أجلها..

********

اقتربت ميار من الصالون والتساؤل يكتنفها عن هوية الزائرين.. وسمعت صوتا مألوفا عبر الباب يقول: في الحقيقة يا عمي نحن نتأسف للقدوم دون سابق ميعاد لكن ارتأينا أن نستغل فرصة رؤيتك لنطرح عليك موضوعا مهما.. أطلت من الباب لتفاجأ بياسر جالسا بجانب أبيها وخيل لها كأنه التفت إليها قبل أن يستطرد قائلا:أقدم لك الأستاذ حازم محي الدين رجل الأعمال والذي سألته شرف أن أنوب عنه في طلب يد ابنتك المصون ... دعاء... وأحست ميار بيد باردة تعتصر قلبها فهي لم تستوعب بعد تواجد ياسر وحازم معا حتى فجر في وجهها هذه القنبلة ..

حازم.. دعاء.. ياسر كيف ؟ لماذا؟ متى ؟ مئات الأسئلة خالجت ميار فوقفت مشدوهة وفغرت فاها في ذهول تام.. حتى أن الجميع لم يلحظها باستثناء ياسر الذي رفع رأسه ورأى حالتها بطرف عينيه ففطن أنها لم تستسغ الخبر بتاتا فاستطرد بسرعة قائلا: كما أنني أتشرف بطلب يد ابنتك الكبرى ميار... قاطعه صوت جرس الباب فصمت لبرهة قبل أن يستدرك: لصديقي وزميلي الأستاذ شعبان..

دارت الغرفة بميار وسمعت صوت أمها تناديها و كأنه صادر من بئر سحيق: ميار..أينك يا ابنتي؟ لقد جاءك ضيوف ..

ووسط الذهول والصدمة رأت ياسر يرفع وجهه إليها بابتسامة ماكرة قائلا: آه آنسة ميار كيف حالك..؟ كنا نتحدث توا عنك.. ومد يديه.. أقدم لك السيد خالد أخي... لاحظ الفزع ووقع الصدمة عليها لرؤيته فاستطرد قائلا: هو كذلك يرجو أن تكونين اليوم أفضل من الأمس..

أدارت عينيها في الغرفة بين الوجوه والوجوم والذهول يكتنفانها ويجعلانها كمن أفاق من غيبوبة واغرورقت عيناها بالدموع والضيق يعتصر قلبها الذي يكاد ينفجر..لاحظ فهمي افندي أن ابنته ليست على مايرام فقال مقاطعا:

ميار.. أمك تناديك يا ابنتي لديك ضيوف بالخارج...

لم تنبس ببنت شفة ودارت على عقبيها لتغادر الصالون مسرعة وتفاجأ بأمها رفقة بعض النساء

- ميار كيف أصبحت يا حبيبتي..

لم ترفع رأسها من فرط الدهشة.. فقد كان الصوت لآخر شخص تتوقعه.. سلمى..

- لقد جئت رفقة بعض أحبابك من الزميلات نطمئن عليك.. وبالمناسبة نتعرف أكثر على العائلة الكريمة...

أجابتها زينب: خطوة عزيزة يا ابنتي ..تفضلن.. ثم قطعت كلامها بغتة وهي تشهق بقوة..

ورفعت ميار عينيها....

ورأت أمها تضرب صدرها بيدها وهي تنقل بصرها نحو الباب لترى محمد يسند أحمد على كتفه..وتقول بجزع: أحمد إبني ماذا هناك..

عندها مالت سلمى على ميار بطريقة شبه مسرحية لتهمس في أذنها: أرأيت كلنا نهتم بصحتك حتى أحمد فهمي جاء ليطمئن على ميار هانم..

ثم رفعت رأسها لتنظر مباشرة في عينيها وتقول بسخرية لاذعة : فراش الشركة


الليله الحادية عشر
بقلم : حنعيش يعنى حنعيش

منظر احمد وهوة داخل فض الليلة والضيوف كلها روحت ....محمد نيم احمد على السرير ... وقالهم سيبونا لوحدنا ياجماعة ... كلهم طلعوا ما عدا زينب اللى قعدت تحت رجلين احمد تدلكها ... وتعيط وتقول : استرها يارب ...استرها يارب ... محمد علق محلول لاحمد وركب له جهاز الضغط .... وهوه بيشوف ضغطة .... زينب قالت له بتوسل : يامحمد يابنى مش نشوف دكتور احسن .... بص لها محمد وقالها بعتاب : دا يامه على اساس انى انا سمكرى ولا انا مبيض محارة ... يامه انا دكتور والله ...اى نعم فى الامتياز بس دكتور ومأمننى على العيانين اللى فى المستشفى ....ردت زينب وهية بتصلح كلامها : يابنى دكتور و زينة الدكاترة كمان ... انا قصدى انك تكون تعبان ... مانت كمان لسة راجع من المستشفى ...رد احمد بابتسامة الواثق : ماتقلقيش يامه ...انا زى الفل ... واحمد ابنك زى الفل ... كل الحكاية شوية هبوط من الزفت الحشيش اللى شربة .... وشوية وحيقوم يتنطط زى القرد ويناكف فيكى وفى ابويا ... زينب : بجد يابنى والنبى... الواد حيبقى كويس ... رد محمد بثقة : وحياتك عندى يامه حيبقى زى الفل .... وبعدين يامه مانتى متعودة على كدة وكل مرة اقومهولك زى الجن ... عارفه يامه انت احسن حاجة تعمليها اية ؟ ردت زينب بحماس : ايه يابنى ... محمد : احسن حاجة تقومى تسلقى لنا الفرختين اللى كنتى ناوية تغدينا بيهم ... علشان نلحق نتعشى بيهم ... انا ميت من الجوع ...... ردت زينب وهية بتقوم من على السرير : عندك حق يابنى ... اللهيصة اللى حصلت دى نسيتنا الاكل وماتغديناش .... ساعة وحاعمل لكوا عشوة تروقكوا .... وهيه فى طريقها للمطبخ نادت على دعاء علشان تساعدها فى عمل العشا .... دخلت دعاء المطبخ ودموعها على خدها ... زينب : اختك فين يابت ؟ دعاء قافله على نفسها الاودة وشكلها بتعيط ... زينب بثقه : شوية وحتطلع فارده قلوعها ....بتى وانا عارفاها .... وانت مالك يافالحة .... بتعيطى لية ؟ ... علشان اخوكى ولا علشان العريس؟ ... ردت دعاء ... يامه اخويا حيفوق ويبقى زى الجن .... هيه دى اول مره يعنى؟ زينب : آآآآه ...قولى كده ... الاقولى لى يابت ...انتى تعرفى العريس ده منين ؟ ... دا باين عليه غنى ... وغنى قوى كمان ... ردت دعاء بفرحة محبوسه : مش مهم الفلوس يامة ... المهم الادب والذوق والشياكة والاخلاق.... ردت زينب : يامه .... طاب قولى يا مامى ... اسبكيها زى اختك .... ثم تعالى هنا ...المهم الادب والذوق والشياكة .... انت تعرفية من زمان بقى ...؟ دعاء : ابدا والله يامه دا اخو العروسة اللى حضرنا فرحها انا وميار الاسبوع اللى فات ...زينب : اه يا مايصة ... بقى عرفتى كل ده فية فى الساعتين بتوع الفرح ... وجه كمان يخطبك ؟..... ردت دعاء بكسوف : يوه بقى يامه انا باحكيلك اللى حاسه بيه وخلاص ....ردت زينب وهية بتطمن دعاء : ماتخفيش يابت ...حيرجع .... ردت دعاء باستنكار : حيرجع ازاى بعد اللى شافة وسمعه ...ردت زينب بثقة : هوه شاف ايه يعنى .... ناس موظفين على قد حالهم ....زيهم زى تلت تربع البلد .... وسمع ان البت بنتهم بترسم نفسها وعامله بنت ناس على صحابها .... ايه يعنى ... ماكل البنات عامله كدة ... كلهم بيرسموا انهم ولاد ناس وبابى ومامى وجدوا اللوا ... وهما بيئة طحن .... مش بتقولوها كدة برضة يابت ...دعاء باستغراب : انت بتعرفى الحاجات دى منين يامه .... ياخايبة ما انا كنت بنت زيكوا وباحلم حلمكوا ... ماتقلقيش الرجاله عارفة الحركات دى ... وبرضوا بيرجعوا ... حيرجع يابت والله حيرجع .... وبكرة تقولى زوزو قالت ... ردت دعاء والابتسامه على وجهها : يسمع منك ربنا يامه ...زينب قالت : سيبى اللى فى ايدك يابت واعملى لابوكى كباية كركدية يروق بيها دمة عقبال ما اخلص الاكل ...وافضاله واروقه بمعرفتى ... حاكم ابوكى دة بيدور على الهم بابرة.

***************

ميار كانت قاعدة فى اوديتها حاطه راسها بين رجليها وعقلها بيفكر بسرعة الفيمتو ثانية .... كانت بتفكر ازاى حتروح الشغل .... ازاى حتقابل ياسر وتبص فى وش شعبان وتسمع كلام سلمى ... كانت بتلوم نفسها ... مش علشان كدبت وبينت انها حاجة تانية غير حقيقتها ... لا كانت بتلوم نفسها علشان بعدت عن هدفها ... طول عمرها بتلعب مع الكبار ... طول عمرها شايفه مصلحتها وبس ... اية اللى جرى ... قالت فى نفسها : ايه اللى دخلنى فى قصص الحب ... والمكايدة ... والاعجاب ... والرجالة المتجوزين ايه الخيبة وهبل البنات الصغيرين ده ... ومين دول اللى كنت بالعب معاهم ... وازاى جرجرونى ...ايه العبط اللى كنت فيه ده ... لا ... خلاص من بكره اللعب مع الكبار ... اللعب مع صاحب الشركه مع رئيس مجلس الادارة والعضو المنتدب ... بلاياسر بلا شعبان بلا رمضان .... انا خبت كده ليه والنبى ... بكيد فى بت هبله كل املها تتجوز موظف بيكون فى نفسه ... وبعاكس راجل متجوز كل اللى بيعملة انه بيظبط من ورا المشتريات قرشين يتعوج بيهم على خلق الله ...وعايشة فى حب قديم من طرف واحد مات وانتهى ....وربنا انا هبله ... ونطرت نفسها فتحت الدولاب وطلعت اكتر فستان يقدر يدوخ اعظم راجل ... علقته على الشماعة وقررت انها حتكون اول واحدة داخله الشركة ... واول حاجة حتعملها انها تدخل لصاحب الشركة .... خرجت ميار من اودتها غسلت وشها ... ودخلت على احمد اخوها اللى كان بدأ يفوق ... قالت له : سلامتك يا احمد.... ياواد بطل بقى الهباب دة وخلى بالك من مصلحتك .... رد عليها احمد وهوة مكسوف : انا مش رايح الشغل تانى يا ميار ... ماتقلقيش ....ابتسمت ميار وقالت : ماتفكرش غير فى صحتك دلوقت ... واسمع كلام الدكتور ... رد محمد بغيظ : دكتور ونص ... ردت ميار وهيه خارجة من الاودة بتضحك : دكتور ونص وتلت تربع كمان ياسيدى ..... دخلت ميار على المطبخ وقالت لامها : ايه ياماما مش عايزة اساعدك فى حاجة .... بصت زينب لميار وعلى وشها ابتسامة الواثق من ارائه ... بنتى وانا اللى مربياها ... روحى ياقمر حضرى لنا السفرة.

**************

العيال كلهم اتلموا على السفرة واتعشوا .... زينب بقى عملت صينيه عليها عشا لاتنين ... ودخلت على عم فهمى الاودة
وقالتله : طبعا انت مش طايق تشوف العيال ولا تقعد معاهم على تربيزة واحدة .... فقولت فرصة ... اعزمك على العشا انا وانت لوحدنا .... زى زمان ... ولانسيت يا فهمى .... رد فهمى : والله انت فايقة ورايقة يازينب ...ردت زينب وهيه ماسكة ورك الفرخة وبتحطة فى بق فهمى : ياراجل هوا كان اية يعنى اللى حصل .... واد زى كل الشباب ... حايجيله يوم وربنا يهدية ....وبت زى كل البنات نفسها تبقى برنسيسة ويجى الفارس اللى ياخدها على حصانة الابيض ... بكرة تفوق وتعرف الدنيا على حقيقتها ... وتعرف ان القاعدة على السرير اجدع من ركوب الحصان ...خصيمك النبى ماتنكد على نفسك ولا تعكر دمك ... انت لسه صغير على حرقة الدم دى .... ضحك عم فهمى وقالها : صغير ايه ياوليه ... انتى بتستعبطى ؟!!! ردت زينب بحماس يثير الغرائز : لا .....صغير وفى عزك كمان ... انا شيفاك كدة ... وحاوريك ان انت لسه فى عزك بس انت اللى شايل الهم ...رد فهمى باستغراب ... حتورينى ازاى مش فاهم ... زينب وهية بتشيل صينية الاكل: اودى الصينية وارجع لك ... قامت ودت الصينية ورجعت قفلت الباب ... فتحت الدولاب وطلعت قميص نوم بنفسجى.... المفكوك فية اكتر من المتخيط .... وقالت له اية رايك بقى؟!!! ... مش انت بتحب اللون البنفسجى .... عم فهمى بسعادة محبوسه : ايه ياوليه دة جبتيه امتى ؟ ... جبته اول امبارح وانا راجعة من عند اختى ......لبست زوزو القميص البنفسجى ..... وقلع فوفو البيجاما السكرى ...
الصبح : عم فهمى طلب الشغل وخد اجازة .... ماقدرش يروح ماهو الشباب فى السن دة شباب القلب بس .... زوزو كانت كسلانه ومكسرة مش قادرة تقوم تحضر الفطار للعيال ... طنشطهم ....من نفسها .... محمد راح الامتياز بتاعة .... دعاء راحت كليتها .... احمد فضل نايم .... ميار راحت الشركة واول حاجة عملتها انها .......

الحلقه الثانيه عشر
بقلم : ندى الياسمين


ميار راحت الشركه الصبح وكلها قوه واصرار
واول حاجه عملتها
كتبت طلب نقل للمركز الرئيسي للشركه

ميار وهى داخله الشركه قابلت كتير وشافت تشفي فى عيون بعض زملائها
وشافت شماته وشافت سخريه وشافت كمان اشفاق من قليل منهم
بس هى ما سألتش فى كل ده
ومشيت راسها لفوق زي زمان واكتر

ودخلت مباشرة على المدير العام وقدمت له الطلب فى البدايه المدير رفض واستغرب
لكن هى اصرت على طلبها وحاولت تستخدم اسلوبها الخاص فى اقناع المدير
وده خلى المدير يقولها طب سبيلى الطلب يا ميار وهارد عليكى بكره

وراحت ميار مكتبها وقعدت تشتغل بكل ثقه مفتعله ولم تتحدث فى شيء مما سبق
ولم تعطي الفرصه لاحد يتحدث اليها

وبعد الشغل ... راحت ميار تشتري هدوم جديده مش هدوم بس كل حاجه ومش أي حاجه حاجات فوق فوق اوي بكل الى معاها مش مهم
المرحله الجديده محتاجه كده
المرحله الجديده فوووق ولازم تكون هى مستعده

وتاني يوم لما راحت الشركه بعت لها المدير واشر على الطلب بتاعها بالموافقه وبدون أي كلام عن اسباب لان كان وصله شويه همس عن الى حصل فى بيت ميار

دعاء عنيها النهارده دبلانين ... ما نامتش بقالها يومين بتفكر

لا مش بتعد النجوم مش بتحب حازم للدرجه دي ما لحقتش هى بس اعجبت به
وزي أي بنت شافته فارس الاحلام

انما الموقف كله بتفكر فيه

ياترى حازم هايرجع فعلا زي ما امها قالت لها

يا ترى هى بالنسبه لحازم كانت ايه ؟ مجرد اعجاب سريع ولا كانت حلم ولقاه وعنده استعداد يتمسك به

طب لو رجع هى هاتقدر تكمل معاه ؟؟

هايبقى شكل العلاقه بينه وبين ميار ايه ؟؟

يا ترى ميار هاتضايق ؟؟

يا ترى هى ليه اتصدمت من انه حازم جاي يخطب دعاء

وتفتح عنيها دعاء اوي
ويجى على بالها ان جايز ميار كانت فاكراه جاي يخطبها ؟؟؟

وتهز راسها دعاء وتتنهد وتقول استغفر الله العظيم يارب وتسمع اذان الفجر وتقوم تصلي الفجر

ويادوب عنيها تغمض نص ساعه قبل معاد الكليه

احمد فتح عنيه الصبح لقى محمد لابس ونازل : على فين يا محمد بدري كده

محمد : نازل ا لمستشفى طبعا يعنى هاروح فين ...انت اخبارك ايه النهارده ؟

احمد : لا انا كويس اوي .. بس انا كنت عايزك فى موضوع كده ..

محمد : خير يا حموته قول

احمد : اهو هو ده .. انا مش عايز ابقى حموته تاني ...

محمد : طب ياعم مودي تمشي معاك ؟

احمد : لا ولا مودي انا عايز ابقى احمد . احمد وبس

محمد : اه فهمتك يا احمد .. طيب يا احمد وهو احنا نكره كلنا نفسنا نشوفك احسن الناس
احمد : انا عارف بس اعمل ايه غصب عني ساعة لما الدنيا بتقفل فى وشي باروح القهوه وغصب عني باتلم على الشله اياها

محمد : انا هاساعدك يا احمد بس تخليك راجل بقى واد المسؤليه المره دي

احمد : صدقنى المره دي حاجه تانيه ... جربنى بس

محمد : ماشي يا احمد .. هاقولك على حاجه انا فى واحد صاحبي ابوه عنده ورشة موبيليا كبيره اوي
انا هاسالهولك النهارده لو ينفع تروح تشتغل معاهم . انا عارف انك بتحب شغل الخشب

فاكر البرواز الاركت الى عملتهولي لما نجحت فى الثانويه العامه كان جميل اوي انت فنان فيه

احمد : ايوه طبعا فاكره وياريت ينفع اروح الشغلانه دي وان شاء الله هاتشوفوا احمد جديد

محمد : ماشي توكلنا على اقوم انا بقى اصل اتاخرت

احمد : محمد ما تسبنيش يا محمد ... ما تسبونيش كلكم انا عايز ابقى كويس

محمد : ابدا مش هانسيبك طبعا انت عبيط ولا ايه نسيبك ده ايه .. يلا كمل نوم .. ريح النهارده شويه من بكره مافيش كسل تاااااني

ميار تاني يوم راحت تستلم الشغل الجديد فى المقر الرئيسي للشركه

وراحت على الموظف المسؤل الى بص فى ورقها وقالها بس ده احنا عندنا استكفا فى قسم المحاسبه يا انسه ميار
ازاي وافقولك على النقل ده

ميار باستغراب : ازاي ده ؟

الموظف : طيب انا شايف انك بكالريوس محاسبه وادارة اعمال ايه رايك تشتغلى فى شئون العاملين ..

اقتضبت ميار : وقالت ما اشتغلتش قبل كده اداري ... وبعدين انا كنت طالبه نقلي لمكتب رئيس

الموظف : والله يا انسه ميار انا هارفع ورقك لمكتب رئيس مجلس الاداره وهما يشوفوا هايعملوا ايه .

ميار فكرت ثانيه وعنيها نورت .. وقالت ياريت والله

الحلقة الثالثة عشر : ليالي مصرية
بقلم : منــــار

عاد محمد مُرهقاً من العمـل ليلاً لكـن فـرحه بقبـول والد صديقه على عمل أخيه " أحمد "كـان كفيلاً بأن يُنسيه أى ارهـاق ، كان أول ما فعله محمد عندما وصل المنزل أن قـبَّل يـد والدته وقـال مُحدثاً اياها :


_ ادعى لـ " أحمـد" يا أمى وادعى لنـا جميعاً ولا تحـرمينـا من دعائك ، ان لى صديقاً والده يمتلك ( ورشة موبيليا ) كبيرة حدثـته عن " أحمـد " والـصدق انـه لم ينتـظر حتى أُكمل حديثى وحدث والده على الفـور ، وكان الـرجل كريمـاً معى وووافـق على عمـل " أحمد " بـأجرٍ مجزٍ.
وضعت " زينب " يدها على رأس ابنها مُلاطفة اياه وقالت :
_هذا هـو ولدى يَـشدُدُ من أزرِ أخيـه ، كُـن معه يا " محمـد " ولا تتخلَّ عنـه فى وقت شـدته حتى يفيق من سُبـاته..
وانـك لتعـلم انى لأدعُ لـكَ ولاخوتك ليل نهار.
_ اعلـم يا أمى .


مسحت " زينب" دمعـة كادت أن تسقط وذهبت الى المـطبخ سريعاً لِـتوارى تلك الدمـوع التى أصبحت تشق طريقها للانزلاق.

_ الى أين يا أمى ؟
قالت وهى تبتعد:
سَـأعِـدُّ لكَ طبقاً شهيـاً .
_ لا .. سَلِمت يداكِ .. لـقد تنـاولت طعامى مع أصدقائى فى المشـفى .
_ اذن سَأُحـضِر لكَ كوباً من الشـاى الذى تحبه .


دلفت " زينب " الى المـطبخ بينمـا ذهـب " محمـد " الى غـرفة " أحمـد " ..
طَرق " محمد " غرفة أخيه ليس تهذيباً بل لاحداث جلبة بيديه وكأنها ( مزمار بلدى ) وقال بسعادة :
_ كيف الحـال يا " حمـوته ".
_ ألم ننتهِ من هذا الاسم بعد ؟
_ اه .. اعذرنى .
_ لا عليك .
_ دعنـا من الأسامى الآن ، ان لكَ عندى خبراً سعيداً.
قال " أحمد " بـلهفة : هل وافق والد صديقك ؟
قال " محمـد " مازحـاً : لم أعلم أنـك بهذا الذكـاء ؟!


*************************

فى صبـاح اليوم التالى
كانت " ميـار " تقف فى مكتب رئيس مجلس الادارة مُحدقةً فيمـا حولها بانبهـار وأخذت تتأمل المكتب سريعاً
حجـرة فسيحـة مؤثثـة بأثاث فخـم ، فى وسطهـا يرتكـز المكتب الاسـود المهيب ،وموسيقى خافتة هادئة تنبعث من المـكان ،
وعلى الكـرسى يجلس " أ / عبد العـظيم " رئيس مجلس الادارة ، جسـد فارع ،ومـلامح دقيـقة ، وعينـان تتـوقدان ذكاءً،
انـه رجلٌ مهيبٌ بصـدق .
مـن الوهـلة الأولى أدركت ميـار انَّ " عبد العـظيم " لـه طبيعة تختلف ، انه ليس كـ " شعبـان " ولا غيـره ممن تلفـت " ميـار " أنظـارهم بنـظرة أو ببسمـة انَّ " عبد العـظيم " كمـا يبدو مُتـفانٍ فى عمـله ، حَـذِر ، وحَريص والا فكيف وصل الى ذلك المنصب وشعـره لم تَـتَّخلله الا بعض الـشعيرات البيـضاء المتنـاثرة هنا وهنـاك ..
لـكنَّ " مـيار " تعلـم أن لكـل رجل ثغـرة يمـكن أن تَـتَّـسلل بهـا الى قلـبه وهى تعـلم الآن بحكم خبرتها فى التعـامل من الرجـال أى أنواع النسـاء " عبد العـظيم " به يُعجـب ، وللنـاس فيمـا يعشـقون مذاهب .
قاطع تفـكيرها صوته قائلاً:
_أنتِ اذن" أ / ميـار " .. ألـيس كذلك ؟
_ بلى أنـا هى .
_ حسـناً يا أستـاذة يبـدو أن سيـادتك ستستـمرين لبعـض الوقت فى مكانك السابق خاصـة أنـه يـوجد عجـز فى الموظفيـن هُـنالك.
_ مـاذا؟ .. لكـن . أ..
_ أعتقـد انى لم أُنـهِ كلامى بعد .
" ميـار " بارتباك : أ .. أ .. آسفـة .
_هنـاك " أ /هنـد " تعمـل هنا فى قسـم المحـاسبة سـوف تُنـقل الى قسـم آخر نتيجـة لظـروف ليـست هى مسـرى حديثنـا الآن ، عنـدما يُصبـح مكانهـا شاغـراً أّعِدُك بأن تُنقلين الى هناك .
_ لكـن يا " أ / عبد العـظيم " أنا أحتـاج للنـقل الآن .
_ هـذا هـو ما لـدى ، وأرجو أن تذهبى الى عملك فى فرعنا هناك من صباح الغد ، كمـا أخبـرتك هنـاك عجـز ونحتـاج لموظفين فيه .


أخذت " ميـار " تُـتَمتم فى سـرها : حسنـاً يا " عبد العـظيم " يبدو أنك أصعب ممـا توقعت ، لكـن من يضـحك أخيـراً.


*********************

بينمـا " أحمـد " استيقظ ذاك الصبـاح شـاعراً بنشـاط وحيـوية لم يشعـر بهما من قبـل ، لقـد حَفِظَ العنـوان الذى أعـطاه له " محمـد " عن ظهـر قلب ، وتـوجه الى حيث تقـع ( ورشة الموبيليا ) ..

كـان عم " لـطفى" _ صـاحب الورشـة_ رجلاً بدينـاً لطيفـاً ، قسمـاته تحمـل الكثير من الدفء المُحبب ..
رحب عم " لطفى " بـ " أحمـد " تَرحيباً حاراً وكأنه يعرفه منذ سنين ، الحق ان الرجل يحمـل من العطف والحنـان ما يكفى لاشباع قبيلة ..

_هل عَمِلت ( بالموبيليـا) من قبل يا " أحمـد "؟
_ لـ .. لـقد صنعت لأخى برواز من الأركت .
يبتسـم عم " لـطفى " بهدوء مُوضحاً :
_أقصـد هل عَمِلت بورشة ؟
_ لا .. تلك أول مرة.
_ حسنـاً يا " أحمد " فى البداية سيكـون معك " أكـرم " ذراعى الأيمن كما يطلقون عليه لذا أريـدك أن تنتبـه لكـل كبيرة وصغيـرة يقولهـا لك ، ان " أكـرم " ماهر حقاً لذا حاول أن تتـعلم منـه .

وفجـأة يقـطع حديثهما صوت أنثوى ناعم :
_ hi dady , How are you?
_ Fine .. ( نحمـدوه )
وتنفلت من عم " لطـفى " ضحكـة مُقهقـهة تهتـز لهـا أجـزاء جسـده البدين ، ويلتفت الى " أحمـد " ويـقول :
_ ابنتى " هُـدى " .. آداب انجليـزى .. تعلمـت حرفين من الانجليـزية فى جامعتهـا وتأتى لكى تفقـأ مرارتى بجمـل لا أعرف منها سوى ( How are you ) تلك .
ويُكمـل قهقهتـه ..
تـمد " هُـدى " يدهـا بابتسامة عذبة لِتُصـافح " أحمـد " فيصـافحها بارتبـاك.

ثم يأتى صوت " هُدى " بدلال :Daaady
عم " لطـفى " وهـو يحـاول منع صحكاته :
_مـاذا تريـدين يا " هُـدى " ؟honey .. really i need money
عم " لـطفى " بغيظ :
_ تحدثى كمـا يتحدث النـاس
_ sorry .. أحتـاج الى المـال يا أبى .
_ لِمَ .. ألم تأخذى منى البـارحة؟
_ Ooh .. Dad
أحتـاج شـراء بعـض الكتب للكليـة .
عم " لطـفى " مُستنـكراً :
_ كتب ؟! .. انتِ ابنتى وأنا أعلم بكِ من نفسك.

تبتـسم هدى وتُـقبل خد والدها، ليـخرج لهـا ثلاث ورقات من فئة العشره ويعطيها لهـا.
بينمـا " أحمـد " يقف مذهـولاً وهـو الذى يأخذ جنيه ( بطلوع الروح ) على حد تعبيره.

***************************
فى المـساء كانت " ميـار " تشـاهد التلـفاز فى محـاولة منهـا للترفيه عن نفـسها ونسيـان ما حدث فى تلك الأيام الماضية العصيبة ،
وفـجأة دق جرس الهـاتف ..

_ ألـو..
_ ألـو.. منـزل " أ / فهمـى ".
_ نعم .. مَن معى؟
_ أنـأ حازم .. حـازم محى الدين ، أعتـقد أنكِ "ميـار" .
_ أهلاً " حازم " .. لكن من أين لكَ برقم الهـاتف؟.
_ لـقد أخذته من الشـركة .. أعذرينى ان كنت قد تسببت لكِ فى أى ضيق .
_لا أبداً ..
_حقيقـة أريـد أن أتحدث الى عمى لكى نحدد ميعاداً لكى آتى فيه .. (ويُكمـل باحـراج) : أعتـقد أن الوقت لم يكن ملائماً عندما أتيت فجأة دون أن أعلمكم المرة السابقة .. هل لى بأن أتحدث الى عمى ؟
_ بالـطبع .

وتُحدث " ميـار " نفسها ساخرة : عمى؟


بالفعـل تحدث " حازم " الى " أ/ فهمى " وتم تحـديد الغـد لكى يأتى " حازم " و والـده كى يتقـدم رسميـاً الى " دعـاء " ،
بالـطبع انقلب البيت رأساً على عَـقِب ، الجمـيع فى حالة نشاط ، يأتون ويجـيئون ..
" زينب " وابنتـاها يشـرعون فى تنـظيف كـل ركن فى البيت و لا تتوانى " زينب " بـأن ( تغـمز ) لـ " دعاء " وتنظر لها نـظرة مُعبرة على غـرار : ألم أقل لكِ أنه سيـعود ؟
وذهب " محمـد " و " أحمد " لاحـضار ( الـساقع والجاتو والذى منه) واقتـراض بعض ( الأطقم الصينى ) من بعض الـجيران.
بينما " ميـار " تنهـمك فى أعمال المـنزل لكى تخفى حزنها ، الـصدق انها لم تكن حزينة لأن " حـازم " سيتقدم لِخـطبة أختها ، لـقد بدأت تتقـبَّل الأمر ، وتمـحو بقايا حب " حازم " من ذاكرتهـا ، لـكن ما لا تستـطيع محـوه هـو " يـاسر " ، كانت مشاعرهـا التى تكنهـا لـ " ياسر " مشاعر متضـاربة ، تـارة تشعـر أنهـا تحبـه فعلاً ، وتـارة تشعـر أنهـا كانت تفعـل ذلك لتُثيـر غيـرة " سلمى " لا أكثر .. لكنهـا مازالت لا تفـهم لِـمَ فعـل بهـا " يـاسر " ذلك ؟ .. أكـان يلـهو بهـا وهى التى كانت تلهو بالجميـع ؟ .. و .. و " خـالد " ؟؟ .. تشـعر ان عقلـها يعجـز عن التفـكير.
ولـكن " دعاء " بالرغـم من انشغالها فى أعمال المنزل الا أنها تلاحـظ ملامح الشـرود البادى على وجـه أختـها .
و بعـد الانتهـاء من كل تلك الأعمال ذهب الجميـع مُفَـكَكى العضلات الى سرائرهم قاذفين بأجسادهم قذفـاً كى ينعموا بقسـطاً من الراحة .
بينمـا " دعاء " لَحِـقت بـ " ميـار " ..

_ ميـار .
_ نعم يـا " دعـاء " أَهُنـالك شىء ؟
_ مـا بكِ ؟ .. أشـعر أنكِ لستِ على مـا يرام .
_ لا .. لا لـيس هنالك شىء يا عزيزتى.
_ " ميـار " أنـا أختك واعلم أنكِ لستِ بخيـر.. لا تراوغينى .. فلتقولى الصـدق .. ماذا بكِ؟
_ " دعـاء " ليس هُنـالك شيئاُ يُذكر.
_ قولى لى الـصدق .. هـل أنتِ حزينة لأن " حـازم " سيتقدم لخـطبتى .
_ لالا .. من أين أتيتِ بهذا الكـلام ؟
_ اذن فلمـاذا أنتِ شـاحبة هكذا؟
_ أشعـر بقليـل من التوعك.. انهـا متاعب العمـل.
_ أَأنتِ متأكدة؟
_ كَفـاكِ أسئلـة ..
هيـا .. هيـا يـا ( عروسة ) اذهبى وانعمى بقسـطٍ من الراحـة ..


***************************

فى الـصباح تذهب " ميـار " الى العمـل ..
تَـصعد درجـات السـلم بقليـلٍ من التوعك .. ان الارهـاق يسـرى فى أوصالهـا ..
تتعـثر فى دَرَجـة .. لِـتُـفاجأ بـ " أ/ شعبـان " يسـاعدهـا ..
" ميـار " بـارتبـاك : أ .. أستـاذ ..شـ
_ سـلامَـتُكِ.. مـا بكِ يـا " ميـار " ؟
_ آسفـة .. مُرهقـة قليلاً.
_ " ميـار " .. أعلم أن الوقت ليس مُنـاسباً لكننى صدقاً أرغب فى معرفـة رأيك.
_ رأيي؟ .. رأيي فى ماذا ؟
_ هـ .. هـل تقبلين بى ؟
نـظرت " ميـار " بخبثٍ الى يده تحديداً موضـع ( الدبلة ) التى يرتديها وقالت :
ان هنـاك أشيـاء تمنعنـا عن بلـوغ أهدافـنا .. فقـط ان كل ما علينـا أن نتـخلص منهـا ..
وَمَـضَـت .

لـم يـكن " شعبـان " غبيـاً ، فـقد أدرك أن " ميـار " تريـد منه الانفصـال عن زوجته كى يحظى بها !!
وعلى الجانب الآخر كانت " ميـار " تعلـم ما تفعل ، صحيح أنهـا عاهدت نفسهـا أنها لن تلهو سوى مع ( الكـبار ) ، لـكن الاستفادة من الجانبين لن تضيرها فى شىء.
ذهبـت " ميـار " بخـطوات حاسمة لكن مِلؤهـا الارهاق الى مكتبها ، عازمة أنها لن تسمح لأحد بأن ينال منها وان واجهتها تلك اللعينـة " سلمى " فلسـوف تُغـلق فمها الى الأبد .

لكنها فوجِئَت بـ " ياسر " و " سلمى " متشابكا الأيدى ... ماذا؟!!
أخذت الدنيا تدور بهـا ..
أخذت الأصوات تنبعث من كل الأماكن لتدوى فى رأسها لِتُحدث دوياً رهيباً

.." هو كان بيقولك ايه؟ كل دا مش معقول كل دا بتستني الملف زاي ما هو طلب اكيد كان بيقولك حاجه ؟ هو عايز منك ايه الراجل دا؟ "

" انتي فاكره انه مهتم بيكي او حتي شايفك ...دا لو كان معجب بيكي كان بان من زمان...بصي لنفسك كويس انتي بتشتغلي هنا معاه من قبلي ...عمل عشانك كده ؟ قبل كده؟! "
..

تـداخل الأصوات وتتشـابك لتـكون مزيجـاً رهيبـاً
تشـعر أن أحدهم أمسك بمـكبرِ صوتٍ وأخذ يتحدث بـه داخل رأسها
..
" صباح الخير يا ضوء القمر..
أتعلمين أن اسم ميار يعني ضوء القمر"
" أقدم لك السيد خالد أخي...
هو كذلك يرجو أن تكونين اليوم أفضل من الأمس.. "
..

ربـاااه .. ان الأصوات لتتضخم ... تنفجـر من كل حدب وصوب داخل رأسها

..

" أرأيتِ كلنا نهتم بصحتك حتى أحمد فهمي جاء ليطمئن على ميار هانم.."
..

أيهـا الـخ..
أيهـا الـخـائن ..
أيتهـا الـ .. الـ ..

وتسـقط " ميـار " مغشيـاً عليهـا ..

**********************
ذهب الجميـع ما عدا " ياسر "
رفض " يـاسر " اخبـار عائلة " ميـار " بأنها فى المشفى كى لا يُـفزعـهم ، خاصة بعد أن أخبـره الطبيب أنه توعك بسيـط ...
لكنه بالرغم من ذلك..
كـان قلبه ينـزف ألمـاً .. كـان مُرتبكـاً .. خائفـاً .. قَـلِقـاً كطفـل صغيـر ضـلَّ الـطريق ..
أخذ يُحدث نفسـه : ألم تتخلص من حبها بعد يا " يـاسر " ألا يكفيك ما فعلته فى أخيك .. ألا يكفيك ما فعلتـه .. وما ستفعلـه !

حقيقةً .. ان " سلمى " لم تكن سوى قطعة ( أسبـرين ) يُـداوى بها نفسـه من " ميار " .. لكن كان مَـن يخدع ؟
أكـان يخدع " ميـار " فعلاً .. أم أنه كان يخدع نفسـه ؟
أكـان ينتقم لأخيه .. أم أكـان انتقـامه الأكبر لنفـسه ؟
أخذ " يـاسر " يتخبـط فى أفكـاره ونـظر الى " ميـار " ..
ذاك الشـعر الاسود المسترسل وتلك العيـون الهادئة وتلك البشـرة الشفافة النقيـة ..

لا يمـكن أن تكـون سوى لـملاك مُسـالم ..
انـه يعـلم أن وراء كل ذاك الـطموح الجامـح ملاكاً رقيقـاً مُتـوارياً فى منـطقةٍ ما من نفسها .
وبينمـا هو يتأملها بهـدوء ترتعـش عينى " ميـار " رعشـاتٍ متتالية بسيـطة ..
لِتَـكشف عن عيـونها البُنيـة الهادئـة ..
وتفـتح عينيهـا ..

الحلقة الرابعه عشر
بقلم : خواطر شابه

فتحت ميار عينيها قائلة "ماذا حدث يا ياسر?!"ظل ياسر صامتا للحظة يتأمل ملامح ميار الجميلة ثم هز رأسه وقال مبتسما "اطمئني ياميار كل شئ على مايرام يبدو ان الارهاق والتعب قد تمكنا منك فأغمي عليك لكن الحمد لله الدكتور طمأنني وأخبرني انه يمكنك المغادرة متى ما شئت
بعد مرور ساعة من الزمن استعادت فيها ميار وعيها بشكل كامل غادرت المستشفى متوجهة للمنزل حيت أصر ياسر على مرافقتها حيث غادرت المستشفى وهي تمني النفس بنوم عميق يريحها من التعب وكثرة التفكير
****************
فتحت زينب الباب وبمجرد رؤيتها لميار بوجهها الشاحب أطلقت صرخة مكتومة وهي تردد "ماذا حدث يا ابنتي أجابها ياسر بهدوء لاتقلقي يا ست زينب مجرد تعب بسيط وهي الان بألف خير
طلبت زينب من ياسر الدخول لكنه اعتذر وعاد أدراجه فرافقت ابنتها الى حجرتها وهي تسندها ومباشرة استلقت ميار على سريرها بينما امها تسألها الاف الاسئلة عن حقيقة ما وقع وأسبابه كانت هي قد غرقت في نوم عميق
***************************
في الصباح استيقضت ميار من النوم وهي تحس براحة شديدة نهضت من سريرها وتطلعت لوجهها في المرأة وقالت " ولى زمن الحب والكلام الفارغ وجاء زمن التألق والنجاح ولكي يطيب لي العيش في عالمي الجديد لابد لي من التخلص من كل أطياف الماضي حازم ياسر شعبان كل هؤلاء اطياف لايمكنها بأي حال من الاحوال أن تكون حاجزا بيني وبين طموحي وبين ما سطرته لحياتي"اخرجها من حوارها الداخلي صوت طرقات على باب الحجرة قبل ان يفتح الباب وتدخل زينب : ابنتي كيف أصبحت أتمنى ان تكوني بخير فاليوم سنستقبل عريس اختك ابتسمت ميار وقالت على الرحب والسعة هو أنا عندي الا دعاء واحدة
**************************
على الساعة السادسة مساء وصل حازم ووالده ووالدته واجتمعت الاسرتان في صاون المنزل بقيت ميار تجول بنظرها بين والد ووالدة ميار ليتوقف نظرها عند حازم ببذلته الانيقة وشكله الوسيم استعادت بذاكرتها سنوات الجامعة وحبها الصامت دخلت في فترة تأمل طويلة أخرجها منها صوت والدها يقول "بسم الله نقرأ الفاتحة وصوت زغرودة يرج المكان
**************************
استيقضت ميار نشيطة وارتدت ثيابها بعناية واهتمام كما هي عادتها دائما وتوجهت الى الشركة لتفاجئ بقرار اداري استتنائي بنقلها الى المركز الرئيس للشركة في قرار استتنائي من المدير دون انتظار ان تنتقل هند لقسم اخر كان الامر مفاجئا لها وللجميع لكن بالنسبة لها كان هذا هو عز الطلب
************************************
غادرت ميار مقر الشركة لتلتحق بالمركز الرئيسي واستلمت عملها الجديد ومن اول يوم كانت هند تعاملها بجفاء كأنها ضرتها لازميلة جديدة في المكتب وأكثر ما لفت انتباه ميار هو أنها كانت تخفي عنها ملفات كثيرة الامر الذي اثار فضولها بشدة
**************************************
مر الاسبوع الاول في العمل بهدوء يشبه الهدوء السائد في البيت فاحمد استقر في عمله ودعاء مشغولة بخطيبها ومحمد غارق بين عمله ودراسته في حين هي كانت شكوكها في اسباب اخفاء هند الملفات عنها تزداد يوما عن يوم وتغذي هذه الشكوك تصرفات هند وطريقتها المفضوحة في هذا الاخفاء وارتباكها الدائم
***********************************
التحقت ميار بالشركة باكرا قبل الموظفين ودخلت الى المكتب واغلقت الباب وراءها وجلست على مكتب هند وبدأت تفتح الملفات واحدا تلو الاخر خصوصا تلك التي لاحظت ان هند اخفتها بعناية تحت كومة من الملفات القديمة استمرت في القراءة لبعض الوقت وكانت كلما قرأت صفحة فغرت فاها من الدهشة مما تكشفه الارقام بسرعة قامت بأخذ نسخ للاوراق وأعادت كل شئ الى مكانه وغادرت المكتب
********************************
طرقات على الباب وصوت استاذ عبد العظيم يسمح بالدخول وما ان رأها أمامه حتى قال خير يا انسة ميار أجابت سيدي صراحة انا استلمت عملي هنا منذ حوالي اسبوع فقط لكني لاحظت امور غريبة في قسم المحاسبة حيث تم تعيني واليوم تأكدت شكوكي لذا جئت لاعلمكم بما يحصل ولآخلي مسؤوليتي ومدت له يدها بالاوراق التي صورتها وهاهي ذي الاوراق التي تشهد على صحة كلامي.نظر ايها استاذ عبد العظيم بنظرة استغربتها هي لانها كان فيها مزيج من الراحة والابتسام مع نظرة تساؤل ومحاولة لاستكشاف دواخل النفس قائلا : لقد كنت اشك في هذا منذ مدة لهذا عندما جاء طلب نقلك الى هنا وبعد ان اخبرتك في البداية ان النقل لايمكن ان ينفذ حالا عدت وفكرت في الامر ووجدت ان نقلك هو الحل الانسب لاستكشاف الحقيقة ومعرفة مايدور وراء ظهري خصوصا بعد أن سألت عنك في فرع الشركة وبعد ما سمعته من رؤسائك عن شطارتك وتفانيك في العمل وفعلا لم يخب ظني فيك
"بابا ممكن أخذ من وقتك دقيقة التفت الاتنان الى الباب كان هناك شاب وسيم يطل برأسه من الباب ووجهه يحمل ابتسامة كبيرة " اتفضل نطقها الاستاذ عبد العظيم والتفت لميار قائلا طارق ابني وحول نظره اتجاه طارق قائلا ميار رئيسة قسم المحاسبة الجديدة

الحلقه الخامسة عشر
بقلم :ريم

اندهشت ميار من كلام الاستاذ عبد العظيم وثقته السريعة فيها وفرحت جدا بترقيته لها وشكرته جدا واتفق معها على ان يظل هذا الامر مؤقتا سراً بينهما حتى يتسنى لهما معرفة المزيد عن ما تخفيه هند والايقاع بها ..

خرجت ميار من مكتب الاستاذ عبد العظيم منتصرة وفرحة ولكنها كانت تتساءل كيف لرجل في سن عبد العظيم ان يكون اباً لشاب في سن طارق ؟؟

فطارق في سن الثلاثين تقريبا

دخلت ميار الى مكتبها فوجدت هند قد حضرت وتعجبت ميار من المعاملة الودية اللتى عاملتها بها هند وصباح الخير اللتى خرجت من فم هند مع ابتسامة هادئة

وبادلتها ميار المودة بمثلها ليس عن اقتناع وانما لتجاريها فقط وتعرف هدفها وسبب هذا التغيير.

مر من امام مكتبهما طارق وهو في طريق خروجه من مكتب عبد العظيم
فسارعت ميار بسؤال هند عنه قائلة : هو ازاى طارق ده ابن الاستاذ عبد العظيم ؟؟

هند : دا مش ابنه دا ابن مراته والاستاذ عبد العظيم هو اللى رباه وبيعتبره زى ابنه بالظبط

واضافت هند : على فكرة والدة طارق تملك جزءا كبيرا من شركتنا

ميار : وطارق بيشتغل ايه ؟

فردت هند : كابتن طيار .. ثم اضافت في خبث : ايه يا ميار هو عجبك ولا ايه ؟

فسكتت ميار وتظاهرت بالانشغال في الاوراق الملقاة على مكتبها
------------------
خرج طارق من الشركة متوجها الى فيلا والدته.... فقد وصل منذ ساعات الى مصر قادما من تركيا ومر للسلام اولا على عبد العظيم فقد كان يحبه كثيرا كما لو كان والده الحقيقي
واعتاد طارق منذ ان عمل طيارا على ان يكون عبد العظيم هو اول من يراه عند عودته من اى رحلة من رحلاته
ثم يذهب الى والدته واخته سوزى
كانت والدة طارق سيدة جميلة راقية تبدو اصغر من سنها كثيرا لا يشغل بالها سوى اناقتها وجمالها

ولم تكن تهتم ابدا بالشركة ولا باموالها وترمى كل العبء على عبد العظيم وتثق فيه ثقة عمياء

اما سوزي اخته فكانت على النقيض تماما
كانت تكره عبد العظيم جدا ولا تثق فيه ابدا وتلوم اخاها وامها على ثقتهم فيه
وكانت بعيدة عنه تماما على عكس طارق

وصل طارق الى الفيلا ونزل للسلام على والدته اللتى احتضنته قائله : طبعا رحت لعبد العظيم الاول

نزلت سوزى من الطابق العلوى مسرعة للسلام على طارق قائلة : جبت لى ايه معاك ؟

وطبعا لم تنس سوزى كعادتها ان تلوم طارق على ذهابه الى عبد العظيم

قائلة : خليك طيب كدا انت وماما بكرا تعرفو ان عبد العظيم دا مش سهل ابدا
-----------------------------------
عند اقتراب انتهاء وقت العمل بالشركة وجدت ميار ياسر واقفا امام باب مكتبها فاسرعت بحمل حقيبتها وخرجت اليه قائلة

خير يا ياسر في حاجة ؟؟

واستمرت فى طريقها للخروج من الشركه فى محاوله للهروب من وقع المواجه مع ياسر

ياسر : ايوا في .. انا اسف...انا مش عارف انساكى ... انا بجد بحبك

حاولت ميار ان تتمالك نفسها امام كلمات ياسر فما زال قلبها يهفو ويحن اليه ولكنها لم تنس ابدا ما فعله بها

فقالت : كل شئ قسمة ونصيب وبعدين انت مش ارتبطت خلاص بسلمى ؟؟ ربنا يوفقكم

حاول ياسر ان يفهمها ان سلمى مجرد محاولة فاشلة للنسيان

ولكن ميار لم تنتظر لتسمع اكثر وقالت له وهى تذهب في طريقها :

انسى يا ياسر لازم تنسى اللى بينا خلاص انتهى

دار حديث ياسر وميار امام مبنى الشركة وامام عين كانت ترقبهما من بعيد
.
عين الاستاذ عبد العظيم

------------------------------

في منزل ميار جلس الاستاذ فهمى امام التليفزيون شاردا تماما

كان يفكر في عدة اشياء .. اولها كيف وافق على خطبة حازم ودعاء برغم فارق المستوى ؟؟

كيف سيتعامل معهم ؟
ثم ابتسم ابتسامة خفيفة وقال لنفسه
وهو انت كنت عاوز ترفض يا فهمى ؟
وهاترفض ليه وازاى ؟
وهو انت من امتى اصلا بتعرف تقول لا ؟
انت صورة مش اكتر

وكان حديث الاستاذ فهمى مع نفسه صادقا تماما فهو فعلا ظل رجل ..
تعود على ان يسكت منذ ان كان يعمل موظفا صغيرا في احدى الشركات الحكومية وكان يرى التجاوزات والسرقات تتم امام عينية ولم يكن يملك ان يتكلم
وانتقل ذلك الصمت وتلك السلبية الى بيته لا ادرايا
اصبح ظلا او واجهة وكان الدور الفعلى لزينب زوجته وان كانت دائما تحافظ بدهاء الانثى البديهى على ان تشعره بانه هو صاحب الرأي

افاق فهمى من تفكيرة على صوت محمد ودعاء وهما يتحدثان

وكان محمد يخبر دعاء بانه اليوم كان يزور زميلا له يعمل في مستشفى خاص للطب النفسي ورأى حازم هناك ... ولكن حازم ما ان رأه من بعيد حتى ارتبك وخرج من الباب الخلفي مسرعا

قلقت دعاء واسرعت الى الهاتف واتصلت بحازم وبعد ان سألته عن احواله واحوال اهله
قالت له : هو انت شفت محمد اخويا النهاردة ؟؟؟

الحلقه السادسه عشر ...
بقلم : نجمه فى السما

جلست حبيبة مع الدكتور سامى يتبادلان الحديث حول امورهم العامة فعلاقتهم الحديثة لا تسمح له بالدخول فى تفاصيل حياتها اكتر من ذلك وبعد خمس دقائق عاد حازم اليهم فقد اضطر للخروج للرد على الهاتف للمرة الثانية وجلس معهم لكنه فضل البقاء فى المقعد البعيد بالغرفة وحده يفكر فى تفاصيل المكالمة بينه وبين دعاء ....... فى الوقت نفسه الذى كانت دعاء تعيش حالة من المفاجئة والتى كان كل ما يهمها هو الاطمئنان على حازم بعد حديثها مع اخيها محمد الذى اخبرها عن اضطرابه وهروبه سريعا حين راه فى المشفى النفسى لذلك قامت مسرعة لتهاتفه وتتاكد اذا ما كان حازم هناك حقا ام ان الامر اختلط على اخيها فظنه هو و زاد قلقها اكتر حينما طال الجرس ولم يرد حازم عليها حتى كادت ان تبكى من شدة خوفها لكنه رد على الهاتف فى الثوانى الاخيرة قبل انتهاء الجرس ليدور بينهم الحوار فى بدايته بكل هدوء ثم يحتد فى نهايته بسبب توتر واضطراب حازم ومفاجئة دعاء التى اغلقت الهاتف دون ان تدرى من هول ما سمعته ...... وحين وجدته حبيبة غارق فى افكاره لدرجة بعيدة استاذنت من دكتور سامى وانصرفت هى و حازم ...... وظلت طوال الطريق صامتة فلم تجد داع للكلام خاصة وهو فى هذه الحالة حتى انها هى الاخرى سرحت فى افكارها وفى ما سيحدث فى الفترة القادمة بعدما تغيرت حياتها بهذا الشكل خلال الفترة القصيرة التى عرفت فيها حازم حتى ايقظها من افكارها عندما وصل الى المنزل فنادى عليها : " حبيييبة وصلنا يلا انزلى "
فسالته : " انت مش هتطلع معايا ....... عاوزة احكى معاك شوية او حتى على الاقل اعرف مالك شكلى مخوفنى عليك "
فاجابها بابتسامته المعهودة : " معلش يا حبيبة مش هينفع انهاردة ايه رايك اعدى عليكى بكرة بالليل .... ومتخافيش عليا انا تمام وزى الفل "
فابتسمت وهى تنزل من السيارة واشارت له وهى تقول : " كلمنى عشان اتطمن عليك لما توصل "
فهز راسه وانتظرها حتى صعدت لمنزلها ثم انطلق وهو يفكر فى الحوار الذى دار بينه وبين دعاء وكيف انه اخبرها بكل شىء بهذة الطريقة حينما سالته : " هو انت شفت محمد اخويا انهاردة ؟؟؟ "
فاجابها : " ايوة "
فسالته وكلها خوف لتتاكد مما فهمته : " يعنى انت صح عيان و بتتعالج عند دكتور نفسى ؟؟؟؟؟؟ "
سكت لحظة يفكر خلالها كيف عليه ان يجيب على سؤالها ايخبرها الحقيقة ام يكذب فهو حتى الان لا يملك ان يخبر احد بالحقيقة حتى لو اراد ولكن دعاء ليست احد دعاء هى اغلى انسان كيف له الا يخبرها الحقيقة اما دعاء فكانت خائفة حتى الرعب حينما اكد لها صحة كلامها خاصة بعد سكوته الطويل حتى اجابها بهدوء : " لا مكنتش هناك عشان كده "
فسالتها مرة اخرى : " كنت هناك ليه ؟؟ "
فسكت لحظة ليرتب افكاره ثم بدا حديثه مرة اخرى بقليل من التوتر وبعض من الخوف من رد فعل دعاء : " انا اتربيت فى الملجا وانا صغير واهلى اللى انا عايش معاهم هما اللى ربونى من لما كان عندى خمس سنين ...... لما كبرت بدات ادور على اهلى واجمع معلومات عنهم توصلنى ليهم ....... وبالصدفة عرفت ان ليا اخت قعدت ادور عليها من مكان للتانى لغاية اما لقيتها بس للاسف كانت مدمرة وتعبانة نفسيا بسبب حادثة اتعرضت ليها ....... وانا كنت معاها انهاردة عند الدكتور "
اول كلمة قالها جعلتها تلتزم الصمت وتركته يتحدث بهدوء دون ان تقاطعه ولكنها صدمت فما كانت تتوقع اى شىء مما قاله لكنه لم يسمع ردها بعد كلامه لانها اغلقت الهاتف فجاءة دون ان تدرى ........ ومنذ هذه المكالمة وحتى الان والافكار تعصف به فما عاد يدرى كيف له ان يصلح ما افسده هل يتصل بها ام يتركها حتى تهدا وتتقبل كل شىء ثم تهاتفه هى ام ماذا لكنه على اى حال قرر ان يترك لها مطلق الحرية فى تحديد موقفها ....... اما دعاء فكانت فى نفس الوقت فى غرفتها تفكر فى كل ما قاله حازم حين دخلت عليها ميار الساعة الثالثة حيث معادها المعتاد للرجوع من عملها فسالتها : " مالك يا دعاء طمنينى عليكى فى حاجة حصلت ؟؟؟ "
لكن دعاء لم تجيبها لانها لم تسمعها ولم تكن تعرف اصلا بوجودها معها فى الغرفة فى ذلك الوقت حتى نادت عليها بصوت عال وحركت ايديها امامها لتنبهها لوجودها حتى انتبهت اخيرا وسالتها : " ايه فى .... فى حاجة يا ميار "
فردت ميار : " مين اللى فيه حاجة انا ولا انتى ..... مالك فى ايه من بدرى سرحانة ومش واخدة بااالك من حاجة ...... طمنينى عليكى "
هذه المرة اجابتها دعاء ولكن بصوت اكتر هدوء : " لا مفيش حاجة .... بفكر بس فى الكلية انتى عارفة انى السنة دى اخر سنة ومش عاوزة اضيعها منى عشان اقدر اتعين فى الجامعة "
ابتسمت ميار وردت بكل ثقة : " متخافيش خليكى واثقة قدها وقدود يابنتى وهتطلعى الاولى زى كل سنة وهتبقى معيدة وانا اول واحدة هبارك لك واعمل حفلة مخصوص عشانك يا احلى دعاء " فابتسمت دعاء وضمتها اليها ولكن ميار كان لها النصيب الاكبر من الافكار التى تعصف بذهنها وكل تفكيرها واولها وربما اهمها موقف ياسر معها اليوم لا تدرى لماذا شعرت هذه المرة بصدق كلماته وحبه الصادق لها ولكنها ايضا لم تعرف كيف تفسر علاقته مع سلمى ولا حتى موقفه وهو يطلب يدها من والدها لاستاذ شعبان والكثير من التصرفات غيرها ثم كانت معاملة هند الودودة لها وكانهم فجاة اصبحوا اصدقاء طفولة وحياتها فى الفترة القادمة كانت ايضا من الاشياء التى تشغل بالها .......

و فى هذه اللحظة دخل احمد غرفته و وجد محمد منهمك فى المذاكرة فلم يشا ان يعطله لانه يعرف ان وقته ضيف للغاية هذه الفترة فجلس على سريره يفكر فى منال و كم يشتاق اليها وتعجب من موقفها المتسرع ولماذا لم تعطه فرصه ليبرر موقفه وتركه للعمل وقررت ان يفترقا و حتى الان لا يدرى من منهما على صواب و وجد ان عليه ان يقابلها فى المساء ويحكى لها كل شىء ويخبرها عن عمله فى محل الموبليا وعن كل التغيرات الجديدة فى حياته وقبل اى شىء يخبرها برغبته فى ان يتقدم لها بصفة ودية وبعد فترة يتم كل شىء بشكل رسمى حتى يتمكن من اخبار اهله وهى ايضا اما الان فقرر ان ينام قليلا حتى المساء لشدة تعبه .......

اما فى منزل الاستاذ عبد العظيم كان الوضع مختلف حيث كان يجلس ومعه زوجته صفاء يتحدثان بخصوص سفر ابنتهم الصغرى للخارج لدراسة الطب وكيف لسوزى ان تعتمد على ذاتها وتعيش بمفردها فى هذا السن ولكن صفاء اقنعته بانها تستطيع خاصة وانها تعرف انجلترا كثيرا و لها الكثير من الاصدقاء الذين سيدرسون هناك وايضا لها اصداقاء هناك سيساعدوها كثير اذا احتاجت شىء فوافق على سفرها بعد كلام صفاء هكذا هى دائما تعرف كيف تقنع زوجها باى شىء تريده .........

اما طارق فكان يجلس مع صديق الحميم حازم ويطمئن عليه فظروف عملهم هما الاتنين تمنعهم من الخروج كثيرا لكنهم يحاولون بقدر الامكان ان يكونوا على تواصل بصفة مستمرة حتى ولو كان عن طريق الايميلات واثناء حديثهم ساله طارق : " لو عرفت ان لك اخوات من والدك بطريقة غير شرعية ..... هتعمل ايه ؟؟؟؟ "
حين سمع حازم السؤال صدم فاعتذر له طارق عن سؤال لانه ظن ان السؤال تجاوز لحدوده وانه ما كان يجب ان يساله او يفترض مثل ذلك لكن حازم ما صدمه هو انه يعيش نفس الموقف والاحداث

و بعد فترة من الصمت بينهم اجابه حازم : " هعاملهم كاننا اخوات بجد واتربينا مع بعض هخاف عليهم واحبهم لانهم ملهمش اى ذنب انهم اتولدوا كده ...... بس قولى انت بتسال ليه ؟ "
هذه المرة طارق هو من التزم الصمت فما عاد يدرى هل عليه ان يفشى اسرار اسرته حتى وان كان لاعز اصدقائه و خزانه اسراره ام لا وهل ما فهمه كان صحيحا ام سوء فهم لا اكتر ولما طال صمت وتفكير طارق لم يشا حازم ان يحرجه اكثر فربما الموضوع عائلى وخاص وربما لا يهمه هو بصورة شخصية فغير حازم الموضوع و قال له : " تصدق ... اخيييييييرا قابلت البنت اللى اتمنى اكمل حياتى معاها واتقدمت لها وقررريب اووى هنعمل الخطوبة اكيييييد هتحضر مش كده ولا تكون ناوى تستندل "
فضحك طارق وقال : " لا متخافش اكيييييد جاااااااااى لو محضرتش خطوبة اخويا احضر خطوبة مين بس ...... وبعدين انا لازم اشوف البنت المعجزة اللى قدرت تحرك قلبك وتخليك تاخد القرار ده "
فضحك حازم كثيرا ومعه طارق وبداوا يتذكروا مواقفهم قديما معا وكل البنات التى تعرفوا عليهم ......
اما سوزى فكانت فى غرفتها تدرس .......

وفى المساء كان خالد وياسر بجانب والدتهم فى المشفى والتى كلما كان المرض يزداد عليها كانت تزداد ايمانا ولكنها ايضا كان يزداد شوقها الى وائل اول ابن لها والذى ما ان تخرج من كلية الطب حتى سافر الى انجلترا فى بعثة وحتى الان لم يعد الى مصر حتى فى الاجازات بحجة الضغط عليه فى العمل والدراسة خاصة وانه يهتم بالا يضيع اى لحظة فهو شخص عملى بالدرجة الاول يقدر الوقت ويحترمه الى ابعد الحدود لكنهم دائما كانوا يحاولون التخفيف عنها و اخبارها انه بخير وانه يتمنى الحضور لولا الالتزمات التى تمنعه فلا تجد امامها سوى الدعاء له ان يوفقه وان تراه قبل ان ترحل من هذه الحياة وتشاء الاقدار فى هذه اللحظة ان يدخل وائل فيقبل يدها ويجلس بجوارها على السرير ويحتضنها بشدة ويقرر ياسر و خالد ان يخرجوا قليلا حتى يتركوهم معا ويقررا ان يذهبا الى الكافتريا الموجودة فى المشفى ويبدا خالد الحديث : " ياسر انت بتحب ميار مش كده ..... تصدق ان انا نسيتها بجد او عشان مكدبش عليك مبقتش بحبها ولا بقيت بشوفها البنت اللى اتمنى اكمل حياتى معاها يمكن مش تصدق بس هى خلاص بقيت زى اختى ...... وكمان عاوز اقولك حاجة اوعى فى يوم تفكر تلعب بيها انا عارفك اكييد فكرت تنتقم منها عشانى وعشان كلامى لما شفتها المرة اللى فاتت عند الشركة ........ لو بتحبها بجد اثبت لها ده وانا اول واحد هيساعدك ....... زى ما انا كمان عاوزك تساعدنى "
نظر له ياسر وهو يحاول ان يستوعب كلامه ويفهمه جيدا ثم قال : " ايوة بحبها واكتشتف كده متاخر وهى زعلانة منى اووى وقالت ان الموضوع ده منتهى ........ ومش عارف اعمل "
ابتسم خالد وقال له : " ولا يهمك .... سيب لى الموضوع ده وانا هفهمها كل حاجة "
فقال خالد بصوت عال وكانه فجاة تذكر : " بس قووووولى مين بقى البنت اللى عاوزنى اضبطك معاها دى ...... اعرفها ؟ "
فضحك خالد على تعبيرات ياسر واجابه : " هههههههه بالراحة ووطى صوتك ايوة يا سيدى تعرفها ..... البنت اللى معاك فى الشركة " ولم يتمكن ياسر من اظهار رد فعل لانه فى هذه اللحظة حضر وائل لينضم لهم بعد ان ترك والدته لتنام على ان يزورها فى الصباح مع خالد فجلسوا معا فى الكافتريا يتذكروا ايامهم الماضية و وائل تذكر اصدقائه وكم يشتاق اليهم وخاصة طارق وحازم ثم بعدها خرجوا لتناول العشاء فى مطعم وفى نهاية اليوم عادوا الى المنزل معا ........ وايضا كانت عائلة الاستاذ فهمى تتناول العشا فى هذه اللحظة ولاحظ شرود دعاء الكل فظن والدها انه شىء بخصوص ما اخبرها به محمد فسالها : " مالك يا بنتى ..... حازم قالك حاجة ضايقتك لما كلمتيه؟ "
فاجابته بهدوء : " لا يا بابا ...... انا بس قلقانه من الامتحاانات " وبعد هذه الجملة انتى بينهم الحوار وقام كل منهم بعد ذلك ليكمل باقى اعماله ...... اما محمد فكان قلق للغاية لان احمد حتى الان لم يعد للمنزل وحتى لم يخبره الى اين ذهب وخاف ان يكون قد رجع الى عادته وخرج مع من كان يعتبرهم اصدقاء فاضطر ان ينتظره حتى يرجع ولما تاخر الوقت خرج يبحث عنه و عندما وصل الى الشارع الرئيسى صدمه ما راه فقد راى على بعد عدة امتار منه ............


الحلقه السابعه عشر ...ليالي مصرية
بقلم : ريتشارد قلب القطه

رأى محمد أخيه أحمد على بعد امتار مرتكز على حائط احدى البيوت يبكى بكاء شديد حتى ان كل الماره ينظرون اليه فى استغراب وكأنه يبكى احد قد توفى
اسرع محمد الى اخيه محتضنه بقوه مالك يا احمد مالك يا اخويا
واذا بأحمد يرتمى فى حضن اخيه وكانه طفل صغير يريد من يضمه واسرع محمد قائلا
تعالى تعالى يا أحمد نروح بتنا وارتاح وقولى مالك يابنى

وصلو البيت فأذا بالجميع فى نوم عميق ولم يستيقظ على صوت الباب سوى دعاء التى كانت قد هرب منها النوم
مقسم الا يأتيها فهى لاتزال تفكر فى كل كلام حازم محاوله استيعابه فهى تاره مصدومه وتاره اخرى مشفقه عليه فى حزن شديد متخيله الالم النفسى الذى يعيشه
جلس محمد واحمد واخذ يحدق بأخيه الذى كان
لايزال يبكى قائلا مالك بس طمنى عليك وبداء احمد يحكى لمحمد عن حكايته مع منال منذ البدايه حتى قابلها قبل ان يجده فى حاله انهيار وكيف اخبرته انه سوف تتزوج فقد تقدم لها حسين الميكانيكى فى حارتهم وانه كسيب وعنده شقه غرفتين غير

اخذ محمد يواسى اخيه قائلا
يابنى دى باعتك علشان فرصه صدقنى لو بتحبك كانت اتمسكت بيك دى بتاعت مصلحتها ارتاح بس انا حاسس بتعبك وعارف ان الحب صعب وصدمه الحب بتوجع بس فكر فى كلامى كده واعقله

تمدد احمد على سريره بجانب اخيه وهو يفكر ويذكر منال وكلام اخيه يتردد فى عقله ويذكرها وهى تتكلم عن العريس بسعاده لم تسطيع ان تخبئها او تخفيها
*********************
وفى الصباح الجميع فى تجهيز لحاله ميار تلبس وتستعد لذهاب للعمل بينما الام مشغوله فى تحضير الطعام ودعاء تحاول التركيز ومساعدتها فهى فى تعب شديد من التفكير وقله النوم

بينما محمد يلبس ملابسه يستعد للذهاب الى المستشفى يجد احمد قد افاق واستعد للنزول للعمل
نظر محمد لأخيه ايه اخبارك رد احمد الحمد لله
محمد انت تعبان ارتاح النهارده انت مانمتش طول اليل انا حاسس بيك صاحى
رد احمد ما انت كمان مانمتش اهو وكنت حاسس بيا وقايم نازل انا ماليش غير شغلى يا محمد
هو اللى هايعملنى بنى ادم
ابتسم محمد لأخيه قائلا كويس ابتديت اطمن عليك يلا بينا نفطر وننزل مع بعض
*******************

اتجهت ميار كالعاده للعمل بينما محمد واحمد كل واحد فى طريقه وظلت دعاء بين التعب والتفكير

فى خضه قويه منها يرن هاتفها الجوال والست زينب قائله
بسم الله الرحمن الرحيم مالك يابنتى
معلش ياماما انا كنت سرحانه

لالالا دعا انت مش عجبنى النهارده طيب ردى
تنظر دعاء فى الهاتف مردده حازم حازم

وتفتح الموبايل وتجرى مسرعه على غرفتها
ازيك ياحازم عامل ايه
انت عامله ايه صوتك تعبان اوى

ياعنى انت عايزنى بعد اللى قولته امبارح ابقى كويسه اقل حاجه هاكون قلقانه عليك

ربنا يخليكى ليا يا دعاء طيب ممكن لو سامحتى اقبلك النهارده فى اى مكان عام

دعاء تصمت قليل ثم ترد قائله
ماكدبش عليك مش عارفه انا هاقول لماما وهاقولك
افرضى ماوفقتش
ماقدرش اكدب عليها يا حازم ماقدرش
على العموم قول يارب
حازم هاستنى تليفونك انت عارفه انى محتاج اتكلم معاكى
دعاء وانت عارف انا اكتر منك
يلا لااله الا الله

اسرعت دعاء الى الست زينب ماما
خير يا دودو ازيه حازم
الحمد لله بخير كان بيستأذن انى اقابله برا فى اى مكان عام
الله ومايجيش البيت ليه
اصله عايز يتكلم معايا فى موضوع مهم بره البيت
طيب يابنتى يمكن عايز يكلمك فى الجهاز والفرش وخايف يحرجنا ماهم ناس علاوى اوى
ربنا يستر يابنتى وخلى بالك من نفسك هما ساعتين زمن وتكونى هنا
شكرا يا امى يا احلى ام

اسرعت دعاء لتخبر حازم ويتفقو على ميعاد المقابله
***************************
بينما كانت ميار فى الشركه لفت نظرها عدم حضور هند سألت عليها احدى زميلاتهم
فأخبرتها انها اجازه اسبوع بس مش عارفين السبب

اتجهت ميار لمكتب الاستاذ عبد العظيم ومعها كومه من الملفات قائله
استاذ عبد العظيم كل دا محتاج مراجعه وفى اده عشرين مره عندى فى المكتب وهند عندها اجازه
اسبوع مش عارفه ليه


قال اه هى فعلا ابلغتنى بأجازتها وكانت شكلها مش مظبوط
وبعدين يافندم ايه الحل
خلاص ياستى نقعد انا وانت النهارده نخلص الشغل دا كله
وهاخلى عم على يقعد معنا علشان لو احتاجنا حاجه

ميار خلاص على بركه الله يافندم


كانت ميار تلاحظ نظره الاعجاب فى عين الاستاذ عبد العظيم وكانت دائما سعيده بيها
كان عبد العظيم هو هدفها الى ان ظهر طارق فى الصوره فحقا هى حائره بين عبد العظيم صاحب الكلمه الاولى فى الشركه ويعتبر بالنسبه لميار هدف سهل بشبابها وجمالها
وبين طارق الشاب الوسيم ابن زوجته
وقررت الا تغلق الباب لاي منهما ولا تفتحه حتى ترى الامور من جميع النواحي وتقرر من تختار لان يكون سلم صعودها لمرحله جديده من حياتها
*********************
فى نفس الوقت كان احمد فى الورشه يبدو عليه الهم فهو اليوم غير كل الايام منكب على العمل
شديد التركيز لا يلتفت لاى صوت
بينما كان يحدثه عم لطفى :مالك يابنى شكلك متغير النهارده
دخلت هدى ابنته
Hi dady
ابتسم عم لطفى يا صباح اللى بتغنى ياقمر
لفت شكل احمد نظرهدى فهو لم يلتفت لها ولم يحيها
باى كلمه
فابتسمت له قائله :how are you?
فنظر لها لها نظره استغراب وقالها: حضرتك بتكلمينى
ردت yes
كانت نظره الاستغراب لازالت على وجه احمد قائلا
ايه؟
اصلى لامؤخذه مابعرفش انجليزى ومافهمتش منك
غير يس
ضحكت ضحكه رنانه قائله: انت اخو محمد مش كده
احمد :ايوا حضرتك اخوه
هدى:مع انك مش شبهه هو صاحب شريف اخويا وزميله فى المستشفى
احمد :اه حضرتك ماهو قايلى
وجدت هدى ان احمد مازال منهمك فى عمله وكل ردوده عليها وهو ينظر لقطعه الموبليا التى بيده
فطلبت من ابيها المال واسرعت لتركب سيارتها وتذهب للجامعه
**************************
كانت قد استعدت دعاء للقاء حازم الذى وعدها بتوضيح الحقيقه كامله دون كذب او خداع
وقلبها يخفق بشده فهى احبته وهو اول رجل يطرق باب هذا القلب فأمامها ساعه ونصف لتعرف منه الحقيقه كامله
****************
كانت ميار قد انتهت من مواعيد العمل الرسميه واستعدت هى وعم على لنقل الملفات لمكتب الاستاذ عبد العظيم للبدء فى العمل
فأذا بهاتفها الجوال يرن
الو مين معايا ايوا ياميار اناخالد ازيك يا ميار
خالد مين حضرتك
انا خالد اخو ياسر
تتوتر ميار بشده قائله ايوا ازيك يا خالد
ازى ياسر

كلنا كويسين الحمد لله
وماما بخير دلوقتى
الحمد لله ميرسى اوى يا ميار على سؤالك
خير يا خالد
انا اسف بس كنت عايز اقبلك بعد الشغل
اه بس والله انا النهارده هاتأخر عندى شغل كتير
وهاستنى فى الشركه اخلصه

طيب ممكن بكره والله لو هاينفع بكره هاكلمك
خير هو فى حاجه يا خالد
ان شاء الله لما هاقبلك هاتعرفى
تغلق ميار المحمول وهى فى حيره من امر خالد
وياسر من قبله


وتتجه لمكتب الاستاذ عبد العظيم فأذا بها تجد طارق هناك
وتلقي التحيه ميار على طارق بابتسامه دافئه
يبتسم لها طارق ازيك يا انسه مياربابا سعيد بيكى
وبنشاطك وذكائك
ترتسم نظره سعاده على عينا ميار بهما الكثير من المكر قائله لعبد العظيم :
تحب يافندم نبتدى شغل امته حالا يا ميار وانا هاخلى عم عبده السواق يوصلك لغايه البيت
متشكره اوى يافندم
تجلس ميار وتبدء فى اول ملف

واذا بطارق طب خلي عم عبده يروح يا بابا ده قاعد ينام بره و ارجع انا اوصل انسه ميار دا اقل واجب على تعبها معانا ... ولا ايه ؟

تتذكر ميار سريعا استاذ شعبان
الذى كان يعرض عليها ان يوصلها وكانت تخاف ان يرى بيتهم وشارعهم الضيق الصغير
اما الان فهى لا تخاف بعد حضور حازم ابن الذوات لخطبه اختها فهى تعلم انها اذا نجحت ان تجعل طارق يحبها كما هى سيكون هذا هو المكسب الحقيقى لها دون عناء التخفى والكذب والاختباء
يقطع شرودها استاذ عبد العظيم ايه رايك يا ميار
والله اللى تشفو يا فندم حضرتك ويرتسم على وجهها علامات الخجل المصطنع يسعد طارق مردد
هارجعلكم كمان ثلاث ساعات كويس كده
********************


فى نفس الوقت كانت دعاء متجه الى المطعم الذى اعطاها حازم عنوانه
وعند وصولها اذا بها تفاجأ بحازم فى انتظارها امام المطعم مبتسم وبجواره فتاه شديده الجمال
ذهبت اليه وهى يرتسم على وجهها ملامح الضيق
والتوتر
فاذا بحازم يقولها مش كنت جيت اخدتك بالعربيه
احب اقدملك حبيبه اختى.............

الحلقه الثامنة عشر
بقلم ندى الياسمين

ميار روحت مع طارق

كلمته بكل جديه عن الشغل واحواله وعرفت منه انه هو ووالدته واخته لهم النصيب الاكبر فى الشركه
وان عبد العظيم اتجوز والدته وهو عمره 10 سنين وهو الى مسك الشغل بعد وفاة والده وهو بيعتبره زي والده لان هو فعلا الى رباه

ميار كده حسمت الاختيار ولما عرفت من طارق الكلام ده ابتسمت من جواها ابتسامه انتصار وقررت انها هاتختار طارق عشان تبقى ضرب عصفورين بحجر

وفضلت ميار على الحال ده اسبوع كل يوم تتاخر في الشغل لبعد الظهر وطبعا طارق كان بيتطوع يوصلها

ميار بطبعها بتكون مهتمه بالشغل
وبدأت كل يوم تكلم طارق عن الشغل .هو طارق بيعرف فى الشغل بس مش كل حاجه هو كان سايب كل حاجه لعبد العظيم

بعد شويه بدأ طارق كمان يهتم بالشغل ويهتم يعرف هى وصلت لايه فى مراجعه الاوراق

بس فى حاجه غريبه ..
هند ما رجعتش الشغل تاني بعد انقضاء اجازتها وحاولوا يتصلوا عليها ما حدش بيرد


دعاء قعدت مع حازم يوم لما طلب يقابلها وعرفها على حبيبه اخته
الحقيقه دعاء كانت فى البدايه متضايقه من الوضع وحاسه انه ضحك عليها او خدعها
لكن لما اتعرفت على حبيبه اتعاطفت معاها جدا
وعرفت ادي ايه هى اتعذبت واتبهدلت وكان بالنسبه لها حازم طوق النجاه الى خلى عندها امل فى بكره بعد ما كانت بتحاول الانتحار

بعد شويه استاذنت حبيبه وقالت ان وراها مشوار

وحازم قعد مع دعاء

حازم : دعاء انا مش عايز اضغط عليكى انا عايزك تختاري بكامل حريتك
انا استريحتلك من اول مره شوفتك فيها وحبيتك فعلا بعد ما قعدت معاكي واتكلمت معاكي وعشان حبيتك مش هاقدر اخبي عنك حاجه لازم تكوني عارفاني وعارفه عني كل حاجه
انا مخبي الحقيقه عن الناس كلها عشان انا عارف ان المجتمع له عرفه وتقاليده ومش هايرحمنى
بس انتى غير الناس كلها
او انتى عندي الناس كلها

دعاء : حازم انا مقدره موقفك جدا والله بس انا متلخبطه محتاجه فتره افكر اظن ده عادي
حازم : طبعا يا دعاء انا مش باستعجلك بالعكس خدي كل وقتك وصدقينى لو ما قدرتيش تتقبلي الموقف انا مش هازعل منك بالعكس هاتمنالك كل حاجه حلوه فى حياتك انا مقدر انه موقف صعب
دعاء : خلاص يا حازم سبنى كام يوم وهاتصل عليك اقولك انا وصلت لايه
حازم : طيب بس انا ليا رجاء ياريت ما حدش يعرف الكلام ده لان فى حال ما حصلش نصيب مش هاستامن حد على سري وحياتي الا انتى
دعاء : طبعا يا حازم مش محتاج تقولي وحقيقى انا متشكره على الثقه دي

وانتهى لقاءهم على كده
بعد اربع ايام اتصلت دعاء على حازم وسألت على اخباره ..... وقالت : ازي حبيبه

سكت حازم ثانيه وقالها : حبيبه الحمد لله كويسه !!!

قالتله طيب ممكن تدينى تليفونها عشان ابقى اعزمها على خطوبتنا

حازم : اه اوي ... مين ؟؟ خطوبتنا ؟؟ بجد يا دعاء .. خدتي قرارك فعلا ؟؟

دعاء وهى بتضحك بتقائيتها المعهوده : اه بجد يا حازم ... بلاش مش عايز

حازم : مين الى مش عايز عايز ونص... بس انت واثقه من قرارك يا دعاء .. مش هايجى يوم تندمي ؟

دعاء : يعنى ما اقدرش اقولك هايحصل ايه بعدين لكن انا ما اتعودتش اندم على أي قرار باخده واتمنى افضل كده .

جازم : اوعدك ان شاء ا لله يا دعاء انك مش هاتندمي ... احنا وقت معرفتنا قصير بس انا حاسس اني عارفك كويس

دعاء : طب خلاص بقى هاتيجى امته عشان تحدد مع بابا معاد الخطوبه

حازم : ينفع اجي دلوقتي... دلوقتي ايه ينفع امبارح ؟؟

دعاء بضحكه ساحره : يا لهوي عليك اعقل والنبى .. بكره اتصل على بابا وخد منه معاد .

طارق راح كالعاده يروح ميار زي كل يوم ما لقيش عبد العظيم بيه

وسأل عنه ميار وقالتله انه نزل من ساعه وقال عنده مشوار وهايروح على البيت

طارق باين عليه الضيق وميار استغربت وما فهمتش ايه الموضوع

بعد شويه جه لطارق تليفون رد وهو مقتضب : ايوه انت متأكد ؟؟ ... من امته ؟؟.... طيب خلاص روح انت دلوقتي واعمل زي ما قلتلك

ميار حست ان فى حاجه واقتربت من طارق وسألته بود : فى حاجه يا استاذ طارق ؟....سوري بس اصل حسيت انك مضايق

طارق باقتضاب وجمود : لا مافيش ... انتى قدامك كتير ؟؟؟

ميار : لا ابدا حالا اقفل الشغل

ومشيوا فى صمت تام حتى افترقوا
وميار فضلت محتاره مش عارفه ايه الموضوع

وبصراحه مش حال طارق بس الى كان محيرها

كمان عبد العظيم له تصرفات غريبه وفى ملفات وموضوعات معينه بياخدها منها وبيقولها سبهوملي انا هاراجعهم .. وبتحس انه مضطرب وقتها

وايه حكاية هند دي كمان ليه ما رجعتش الشغل ؟؟!!!

روحت ميار لقت الست زين امها مستنياها وعلى وشها ابتسامه وميار لاحظت وقالتلها مالك يا جميل مزقطط ليه

قالتلها اسكتي فاكره الست سوزان الى كانت ساكنه جمبنا وعزلوا من خمس سنين

ميار : اه فاكراها يا ماما مالها ؟؟

جت زارتنى النهارده وشكلها كده جايه تجس النبض عشان تطلبك لابنها جلال

ميار : يووووووه يا ماما تاااااااااااني انا مش قلتلك مش بافكر فى الجواز دلوقتي
انا لازم ابنى مستقبلي الاول مستقبلي اهم

زينب : مستقبلك فى الجواز يا اختي بطلي بقى الكلمتين الفراغين دول هى الواحده من غير بيت وراجل وعيال يبقى لها قيمه

ميار: وحياتك يا ماما انا جايه تعبانه ومش قادره والكلام الى انتى بتقوليه ده انقرض من زمان ... انا داخله انام
وتروح على اوضتها

زينب : انقرض يا بنت فهمي ماشي؟؟!!! يا اختي بكره تعرفي ان كلامي صح وتندمي وتقولي ياريتنى سمعت كلامها ..... وتوشوش نفسها .. يارب ما تندمي ابدا يا بنت بطني ويهديكى ويصلح حالك


طارق جاله واحد شكله غريب فى مكتبه فى الشركه والى مش بيقعد فيه تقريبا
وميار شافته وكلمته وودته لحد مكتب طارق

طارق : ها ايه الاخبار الى عندك .

الشخص الغريب : تمام يا باشا حضرتك دي كل البيانات الى طلبتها... انا ضربت صحوبيه مع بواب العماره وقالي ان الشقه دي ساكن فيها واحده ست وجوزها وعندها عيلين
طارق باستغراب : جوزها ؟؟؟!!!
الشخص : ايوه حضرتك جوزها بس مش عايش معاهم بيجى ايام ايام كده
طارق : طب ما قالكش جوزها ده اسمه ايه بيشتغل ايه أي حاجه ؟؟
الشخص : طبعا يا باشا امال انا جبتلك كل المعلومات واهي مكتوبه فى الورقه دي

طارق بياخد الورقه منه ويقوله:طب روح انت دلوقتي وانا هابقى اتصل عليك ويمد ايده يديله مبلغ مالي

وبيمشى الراجل ده وطارق يفتح الورقه وعنيه تبرق اوي ويعلوا وجه ملامح صدمه لما رأه فى الورقه

الحلقة 19
بقلم أبو ريان

غادر احمد المنزل متجها الى الورشة وهو يسبح في افكاره...ظلت منال هي الشخص الذي تتمحور حوله كل افكاره في الآونة الاخيرة لكنه لم يكن يفكر فيها الآن...على العموم فان صدمته فيها كان لها جانب ايجابي استبشر به خيرا ...فعندما وجده اخوه محمد واقفا يبكي فراقها واخبارها اياه عن عريسها الاسطى حسين....كان في صراع مرير استطاع ان ينتصر فيه...صراع مع الحشيش الذي كان يجره جرا الى الهاوية كلما صادف مشكلا عويصا من قبل...لكن هذه المرة لم يستسلم ولم يذهب الى القهوة ليقابل سمعة ويعيث في نفسه فسادا ...بل قاوم وآثر العودة بكل قواه للبيت وهويذرف الدموع التي اراحته نوعا ما الى أن صادف احمد...لاوالله جدع يا أحمد وتسللت الى اساريره ابتسامة خفيفة... لكن أي جدع وأخوك رأك تبكي كطفل صغير...

غاص في أفكاره من جديد...وخطرت على باله هدى لكنه هز رأسه كمن يحاول اسقاط الافكار من دماغه ...انتبه الى انه وصل الى الشارع حيث الورشة فوضع يده في جيوبه...ولمس ورقة مقواة فأخرجها...ووجد انها صورة له مع منال...ودون ان يفكر مزقها مرتين قبل ان يرميها بكل قوته كأنه يطرح صاحبة الصورة بعيدا...وقال اذهبي الى الجحيم ...وكان احساسا جيدا...

ما ان رفع رأسه حتى رأى أكرم واقفا في آخر الشارع أمام الورشة المقفلة...ولما اقترب منه تقدم أكرم ناحيته وابتسم ابتسامة واسعة...وقال بحفاوة صباح النور...فوجئ أحمد بهذا اللقاء الدافئ وأراد أن يجيب لكن استوقفه صوت انثوي قادم من خلفه يقول :صباح الخير..فأدرك انه لم يكن المعني والتفت ليجد هدى وراءه تقول: أبي لن يحضر اليوم فهو يحس بتوعك so أحضرت مفاتيح الورشة... تجاوزته وسلمتها لاكرم قائلة here... good bye .... قال أكرم "ألن تشرفينا بشرب كأس قهوة سأعده بسرعة" ....أجابته وهي تلتفت لأحمد no thanks i am late ...هاي أحمد كيف حالك ؟ أجابها مثلعثما Good شكرا ...فضحكت ضحكة مكتومة وقالت لهما see ya وهمت بالمغادرة قبل أن تقول بخبت : على فكرة يا أحمد يمكنني ان أدلك على فريق كرة يد ..لعله يستفيد من مهاراتك...ثم غادرت ضاحكة وتابعها الاثنان حتى توارت عن الانظار...وأحمد يتسائل عن مغزى كلامها بينما أكرم غارق في تفكير عميق.....

***********************

ما ان دخلت ميار الى مكتبها حتى زفرت زفرة عميقة وهي ترى عددا كبيرا من الملفات مكدسا فوق الطاولة ....وقالت: أوه هذا كثير رغم العمل بعد الدوام الى أنها لاتريد أن تنتهي.. وضعت حقيبتها وجلست تراجع بعض الاوراق قبل أن تضيق من منظر الملفات امامها فنهضت وغادرت مكتبها متجهة الى مكتب الاستاذ عبد العظيم...طرقت فسمح لها بالدخول ....أخبرته عن تكدس الملفات وتوالي الحسابات المتدفقة وطلبت منه أن يمدها بموظف او بموظفين ليساعداها خصوصا في البداية...فقال :بس كده ...حاضر ياستي ... وقلب بعض الاوراق ليحمل ورقة ويمدها اليها قائلا هذه لائحة ببعض الموظفين المقترحين للنقل أو اللذين قدموا طلبا به ... اختاري منها ...تناولت الورقة من يديه وأتمم قائلا : على العموم فأنا أعرف المجهود الجبار الذي تقومين به وأنا دائما أحب أن اكافئ من يعمل بجد لصالحي يمدني بكل جديد لذلك فقد قررت أن أحدد لك علاوة على اخلاصك لمدير الشركة..... صمت قليلا قبل أن يستدرك .....وحده...

أثارت كلمته انتباهها لكنه أسرع يتم حديثه......أحب من موظفي المقربين الكتمان والاخلاص وعدم الاقدام على أي خطوة الا بعد مشاورتي...أطرقت برأسها وأخذت تقرأ الورقة كأنها تحاول أن تداري تساؤلها وذهولها من كلامه غير المحدد الاتجاه....تم استجمعت قواها ورفعت رأسها قائلة : شكرا سيدي وأرجوا أن أكون عند حسن ظنك...ثم أعادت له الورقة وعيناها تلمعان....أرجوا أن توقع لي الامر بالنقل اليوم يا سيدي ...فقد وجدت الموظف المناسب هنا ...وبرقت عيناها بظفر وهي تغمغم ...حقا الموظف المناسب......

*********************

جلست الست زينب وهي تشرب الشاي بينما غادرت دعاء غرفتها فقالت لها: صباح الخير يا ماما وأجابتها زينب بزهو : أهلا بعروستنا الحلوة تعالي يا ابنتي لآطلعك على الاستعدادات لحفل الخطبة فأجابتها دعاء:أرجو الا تضخمي الموضوع انت تعلمين ان حازم طلب ان يكون الحفل بسيطا قاطعتها زينب قائلة: انت اول فرحتنا ويجب ان نظهر بوجه مشرف أمام عريسك وعائلته ...

أثارت كلمة عريسك قشعريرة في جسد دعاء ...وفكرت في حازم ...لقد أصبحت تهيم به حبا بشكل لايصدق وحتى بعدما عرفت قصته وقصة أخته حبيبة أصبحت تفكر فيما كابده وتمني نفسها باليوم الذي تستطيع فيه أن تغرقه بحنانها وتعوضه عن كل ما فاته...و...اللي واخذ عقلك يتهنى به ...قاطعها صوت زينب ..خذي كأس الشاي ...

تم تنهدت قائلة عقبالك ياميار...

************************

خرجت ميار من مكتب الاستاذ عبد العظيم حاملة بعض الاوراق بيدها ورأسها يصدح بالافكار والتساؤلات عن مغزى حديثه رغم فرحتها بالعلاوة ومشت مطأطأة الرأس غارقة في التفكير ...لكنها وفي غمرة شرودها اصطدمت بشخص قادم من الاتجاه المعاكس.....وكان الارتطام قويا حتى تطايرت الاوراق من يدها فرفعت عيناها بغضب عارم قبل ان تسمع صوتا مألوفا يقول: انا اسف يا انسة ميار لقد كنت شاردا ولم أرك ....فوجئت بطارق أمامها فقالت : حصل خير انا ايضا كنت شاردة....انحنيا يجمعان الاوراق قبل أن يباغتها بسؤاله وهو ينظر الى عينيها مباشرة: في من كنت شاردة...نظرت اليه في دهشة وهبت واقفة وهي تعدل الاوراق وناولها ما جمع منها قبل أن يتنحنح ويستدرك بسرعة : أقصد فيما كنت شاردة...هل لديك مشاكل في العمل ...عدلت هندامها قائلة في حزم مفتعل: انت تعرف الدنيا كلها مشاغل...وحاولت تغيير الموضوع قائلة: فيما كنت تفكر يا كابتن..أجابها قائلا: على ذكر كابتن فقد جاءتني رحلة مفاجئة بعد غد الى فرنسا قطعت اجازتي وانا كانت عندي أمرجد ملح يجب أن أبث فيه كما اني مدعو الى مناسبة عائلية غدا لذلك فذهني مشتت...قالت له مازحة : دع امرك الملح الى حين عودتك بالسلامة انت فقط تحاول ان تشتت انتباهي حتى لاأطلب منك احضار عطر فرنسي معك ...
رد ضاحكا : سأحضر لك محل العطور ان شئت ...
غالي والطلب رخيص.....

************************

سرحت منال في افكارها وهي تغادر الصيدلية وأخذت تفكر في مآل حياتها ...صحيح انها وجدت العريس الكسيب الذي يستطيع أن يوفر لها حياة افضل وهذا ماكان يفرحها في بادئ الامر لكن أحمد لم يغادر تفكيرها بحنانه وروحه المرحة ....ثم مطت شفتيها وهي تتذكر الاسطى حسين ولباسه البيئة الذي لايمت للموضة بصلة وكلامه اللاذع ولهجته السوقية...ثم فكرت: ماذا كنا سناكل انا وسي أحمد الفاشل...نكث..

برز لها حسين واقفا حيث كان موعدهما معا وهو يلبس سروالا من القماش بلون أخضر وحذاءا رياضيا فتمتمت في نفسها : يخرب بيت ذوقك اذا كنت ستلبس حذاء ابو تريكة على الاقل البس معه جينز..

رأها حسين فبادرها قائلا: تأخرت ليه يا مفتاح قلبي يادريكسيون حياتي....ضايقها كلامه المبتذل فقالت دون أن تجيب على سؤاله: أرجوا ان نجد المحلات مازالت مفتوحة فعندنا الكثير لنجهزه....

************************

ساد صمت رهيب على مكتب الاستاذ ياسر فمنذ ان قرر التراجع وعدم المضي قدما في علاقته بسلمى أصبح الوضع بينهما محرجا ولايطاق ...فكل منهما يدفن رأسه في ملفاته كي يتحاشى حتى النظر في وجه الاخر ...كما أن ياسر كان باله مشغولا بأمه فقد أخذت اهتمامه هو واخوانه بعد المضاعفات التي المت بها ...دخل عم حنفي قائلا:صباح الخير ورق من الادارة ...مد ياسر يده واخذ الملف مغمغما من الادارة!! فبادرته سلمى قائلة: أريد أن أخبرك شيئا يا استاذ ياسر ...أنا لم أعد أستطيع العمل هنا لذا قدمت طلبا مباشرا الى الادارة بنقلي الى أي مكتب او فرع أخر ...فكر برهة ثم مد لها الملف قائلا: حسنا افعلي ما يريحك ...أتمنى لك التوفيق...لكنها لم تجبه فقد تسمرت عيناها ولم تستطع فتح فمها ووجهها ممتقع بشدة وهي تقرأ أمر نقلها لقسم الحسابات وقد ذيل بعبارة جانبية تقول: على الموظفة المذكورة أعلاه الالتحاق فورا بقسم الحسابات في المركز الرئيسي ...التوقيع... ميار فهمي ...رئيسة قسم الحسابات....
وخيل لها انه تسمع في اذنيها ضحكة ساخرة مدوية...
ضحكة ميار..

***********************

انه يوم عظيم..الانسة هدى تزورنا مرتني في يوم واحد ...صاح أكرم وهو يرحب بهدى التي دخلت الورشة قائلة :hi لقد طلب مني أبي أن اخذ له دفتر الحسابات في اخر اليوم حتى يعرف المستجدات...قال أكرم حسنا أنستي ...قاطعه صوت قادم من المدخل: يأهل الله يا اللي هنا... أليس هناك من يجيبني نسيت أن أحضر معي كلاكس ...التفت اكرم الى أحمد قائلا : شوف الزبون ماذا يريد بينما احضر السجل ودخل الى الداخل لكن أحمد لم يتحرك فقد وقف مصدوما وهو يرى منال رفقة شخص ممسك بيدها ...أحس بحنق شديد لكنه لم يجد بدا من التقدم بخطوات مثثاقلة فقال له الزبون :خطيبتي تريد صنع بعض قطع الموبيليا عندكم ...
هذا اذن هو الاسطى حسين ...وقف أحمد صامتا فأضاف حسين : هل تحتاج وقودا لتجيبني...
وهنا حدث أخر ماكان أحمد يتوقعه.....
تقدمت هدى وتأبطت ذراعه قائلة لهما: مرحبا بكما نحن في الخدمة...ألن ترحب بالزبناء يا ميدو...التفت اليها مذهولا فقالت له بدلال : انا بالداخل i ll wait for you ...ثم التفتت اليهم قائلة : ميدو سيعتني بكما فهو أحسن أسطى عندنا في الورشة...كل هذا وأحمد لم يستطع أن يفهم سبب هذا الاسلوب الذي انتهجته هدى...

وهنا سحبت منال يدها من يد حسين ودارت على عقبيها مغادرة الورشة دون مقدمات فالتفت اليها حسين مناديا : منال ماذا هناك ألم تعجبك الورشة ...ثم استدار الى احمد قائلا قبل أن يغادر خلفها : الستات زي العربيات تصلح عطل يطلع لك غيره...

ظل أحمد مدهوشا حتى أنه لم يسمع الدعابة ثم التفت ليجد هدى واقفة بالباب الداخلي وعلى وجهها ابتسامة ظفر واسعة وقالت له : you are welcom ...أرأيت الانطباع اللذي كان على وجهها ...أراهن انها تعض أصابعها الان ...ورأت التساؤل يطل من عينيه فمدت يدها في جيببها وأخرجت قطعا من صورة مقطعة وناولته اياها قائلة : أنت تصلح لتمارس كرة اليد ....
لكن أنا أحب ال puzzles ....

****************

عادت ميار لمكتبها والف فكرة في رأسها ...
أخيرا سأنال من الضفدعة سلمى..والله لالقننها درسا لن تنساه...
يبدوا أن طارق قد وقع في الشباك ...اهتمامه وكلماته يوحيان بأمر ما...
ماذا سألبس في حفل الخطوبة غدا ...
ماذا يقصد الاستاذ عبد العظيم بكلامه...
جلست على مكتبها ووضعت الاوراق التي كانت بيدها أمامها وهي تفكر ...لكن أثارت ورقة ضمن الاوراق اهتمامها كانت ورقة بيضاء مطوية ولم تكن من النوع المكتبي... عقدت حاجبيها وهي تتذكر ارتطامها بطارق فغمغمت : هل لازلنا في زمن الرسائل يا سي طارق ....وفتحت الورقة وهي تبتسم ...لكن سرعان ماعلت ملامح الجد وجهها وهي تقرأ محتوى الورقة التي لم تكن رسالة وانما ورقة كتب على أول سطر فيها "عبد العظيم سيف الدين" ثم معلومات تضم عنوانا وتفيد أنه يتردد عليه رفقة سيدة ما...ثم تذكرت لحظة الاصطدام من جديد وعقدت ساعديها امام صدرها وهي تنظر الى الورقة باهتمام شديد ....
يبدو ان وراءك قصة شائكة...

********************

ما ان دخلت ميار الى المنزل حتى أمسكتها دعاء من يديها وجرتها الى الغرفة قائلة:كنت في انتظار وصولك لآخذ رأيك في الفستان الذي سأرتديه غدا...سحبت ميار يدها من يد اختها برفق وقالت ضاحكة: سوف نعقد ندوة تجميل وموضة هذه الليلة لكن الان لدي مشوار أريد أن أذهب اليه ...لقد جئت فقط لتغيير ملابسي ...

دخلت الغرفة وغيرت ملابسها بسرعة قبل أن تخرج وتستقل سيارة اجرة...أعطت السائق العنوان المكتوب في الورقة وظلت طوال الطريق وهي تفكر...الى أي أنا ذاهبة...ماالذي سأستفيده...لكن الفضول سيقتلني يجب أن أعرف سر هذه المعلومات....

نزلت قرب العنوان المذكور وظلت تحوم حول العمارة لمدة نصف ساعة حتى تعبت وكادت أن تغادر ...لكن في تلك اللحظة بدا لها الاستاذ عبد العظيم خارجا من باب العمارة ممسكا بيد طفل صغير ومعه سيدة ممسكة بيد طفل أخر.... تحركت ميار بخفة لتداري نفسها خلف احدى الشجيرات وتراقب الامر عن كثب وكانت المفاجئة...
السيدة التي كانت برفقته هي أخر سيدة يمكن ان تتوقعها ميار...
كانت هند

الحلقة 20
بقلم سالي حاجات جوايا

احتاجت ميار قليلا من الوقت لتفهم ماذا يحدث .. وأخذت تردد مع نفسها .. هند والأستاذ عبد العظيم .. ترى ما السر وراءهم ؟... للحظات ذهب بها عقلها إلى عدة مبررات وعاد دون أن يدلها على الحل الصحيح ، وهى لا تزال واقفة في مكانها تنظر إلى حيث ذهبت سيارتهما ، ثم قررت أن تقطع الشك باليقين وذهبت مباشرة لتسأل بواب العمارة

ميار : من فضلك .. يا ترى مدام هند السويفى ساكنة هنا ؟

البواب : مدام هند مين ؟ .. تقصدي مدام الأستاذ عبد العظيم ؟

بهتت ميار للحظة وهى تجيب بتوجس : أ أ...أيوه

البواب : لا يا هانم .. لسه خارجة حالا هي وزوجها وأولادها .. لو قدمتى خمس دقائق بس كنتى لحقتيهم

دارت الدنيا بميار من هول المفاجأة التي لم تكن تتوقعها على الإطلاق وهى تتذكر – أثناء انصرافها – كل ما دار بينها وبين هند منذ التحقت بالعمل في الشركة وكيف كانت تعاملها كأنها ضرتها أو عدوتها وترتبك عندما تراها وتخفى الملفات عنها مما جعل ميار تشك في أمرها وتبحث خلفها لتكتشف ما اكتشفته وحدثت به الأستاذ عبد العظيم .. الذي كان رده أن كافأها بترقيتها كرئيسة قسم الحسابات .. وماذا كان رد فعل هند معها بعد ذلك من تودد أثار دهشتها إلى أن قدمت على أجازة ولم تعد إلى الشركة منذ ذلك اليوم

غمغمت ميار محدثة نفسها وهى تسير : يااااااااااه يا أستاذ عبد العظيم .. ده أنت طلعت حكاية .. عشان كده بتقربنى منك وعايز تضمن ولائي وكتماني لأن أنا الوحيدة اللي عرفت سر هند .. ده أنت طلعت زعيم عصابة .. ولا يبان عليك .. ثعبان لئيم ومتزوج من أفعى خبيثة .. غريبة الدنيا دى كل ما اعتقد أنى فهمتها وبلاعبها تطلع برضه أذكى منى ودايما تفاجئني .. يا ترى لسه فيه مفاجآت تانى منك يا دنيا ؟؟

وفجأة تذكرت طارق وشروده هذه الأيام .. والورقة التي سقطت منه وعن طريقها وصلت هي إلى هنا وعلمت ما علمت .. إذاٌ طارق يعلم كل شيء ولابد انه سيتصرف .. ولكن كيف سيتصرف والشركة على وشك الضياع إن لم تكن ضاعت بالفعل .. ولأول مرة تشعر ميار بالأسى من أجل طارق .. وتشعر بواجبها في الوقوف بجانبه .. فلم تر منه ما يسيء إليها طوال الفترة التي عرفته فيها وإن قصرت ..ولم تشعر أبدا في نظرته إليها بأى طمع في أنوثتها أو رغبة في التلاعب بمشاعرها .. أو حتى باستعلاء بصفته صاحب الشركة الأصلي .. إنه جد إنسان خلوق ومحترم .. وهى أيضا تحترمه وتقدره و....

انتبهت ميار إلى أفكارها وسألت نفسها ....... وإيه ؟؟؟؟؟؟

معقول ... ؟ معقول .....؟

ثم ما لبثت أن أجابت نفسها .. حتى لو لم أكن أحبه .. فسأقوم بمساعدته بكل ما أوتيت من قوة

وابتسمت لنفسها وهى تضيف : ................. ودهاء

-----------------------------------

أخذت منال تجول في غرفتها جيئة وذهابا والغيظ يفتك بها .. وهى تفكر فيما حدث اليوم في الورشة التي يعمل بها أحمد .. ما هذا الذي فعلته بنفسها .. ما الذي جعلها تذهب إليه ؟ ... هل هو اشتياقها ..أم رغبتها في إغاظته والنيل منه ؟....... لكن لم ؟... لم ؟؟؟......... لم تذهب لإغاظته وهى التي تركته غير مبالية بكل الحب الذي كان يكنه إليها ...؟

تذكرت آخر مرة جاءها فيها ليبشرها بأنه أخيرا قد وجد عملا مناسبا وكم كان سعيداٌ به ويجد نفسه فيه ولا يفكر في تركه ، ويطمئنها بأنه قد أصبح مؤهلا للزواج بها ولو حتى على سبيل الخطبة في البداية إلى أن يزيد دخله أكثر ويستطيعا الزواج .. وكيف كان سعيدا منتشيا وهو يمدح في صاحب الورشة ومعاملته الكريمة له حتى انه من فرط سعادته أراد أن يأخذها ليعرفها على صاحب الورشة إلا أنها رفضت واكتفت برؤيتها من بعيد غير مكترثة بكل ما يقوله وكأنها قد عزمت الأمر على قطع كل شيء .. وبالفعل .. انتظرت حتى أنهى كلامه ثم ألقت في وجهه بخبر زفافها المرتقب من حسين الميكانيكي الكسيب وعاملته بكل استعلاء وهى تعقد مقارنة بين دخله كصبي في ورشة ودخل الميكانيكي كصاحب ورشة

حاولت كتم صوتها وهى تصرخ ... آآآآآآآآآآآآآآه يا قلبي .. أنا أعلم أنك وراء كل ما حدث لي أيها القلب الشرير اللعين .. وها أنت ذا قد نلت عقابك .. بأقسى ما يمكن ... تستااااااااااااااهل

كادت الأفكار أن تفتك برأسها وهى تتذكر هذه الحسناء بارعة الجمال التي كانت تتعلق بذراعه .. ابنة صاحب الورشة ، هكذا بدا من كلامها معهم .. إذا فقد تعلق بها وتعلقت به مثلما كان الحال بينهما فيما مضى .. وبينما تلتفت لمحت صورتها مع حسين وهى تتأبط ذراعه في إحدى الخروجات تستقر في مكانها على الكوميدينو بجانب السرير وكأنها تزيد من استفزازها وغيظها .. فاندفعت إليها لتحملها وترميها بأقصى ما في قلبها من غيظ لتصطدم بالحائط وتتناثر بقاياها على السجادة التي اشترتها مع احمد يوما

------------------------------

في نفس الوقت كان احمد يفكر أيضا -- وهو ذاهب لتأجير البدلة التي سيحضر بها خطوبة دعاء في الغد – فيما حدث اليوم .. وكيف اضطرب وشعر بضيق شديد عندما رأى منال بصحبة حسين خطيبها عنده في الورشة ، ثم ما لبث أن ابتسم عندما تذكر كيف خرجت مهرولة من الورشة بعدما رأت هدى – هذه الفراشة الجميلة التي يدين إليها بالامتنان – وهى تتأبط ذراعه ، وكتم ضحكه وهو يسير حتى لا يظن الناس انه قد جُن ، وانتابته مشاعر انتصار للحظات وهو يدرك تماماٌ كيف ستفكر منال ؟ وكيف أنها لا تزال تغار عليه رغم كل شيء .. ولكن ما الفائدة .. لقد انتهى كل شيء ولن يعود أبدااا

ثم عاد السؤال الذي لم يستطع إجابته أبدا يلح عليه من جديد : لماذا فعلت هدى ذلك ؟؟؟؟؟؟

---------------------------------------

استلقت سلمى على سريرها وهى حائرة لا تعلم ماذا تفعل ؟.. ما هذا الذي يحدث لها ؟ كلما أرادت الخروج من حفرة ضيقة وجدت نفسها في حفرة أكبر وأعمق .. فعندما طلبت النقل كانت تتمنى الهروب من ياسر ومن حبها له بعد أن جرحها وتلاعب بمشاعرها من اجل أن ينسى ميار ثم ما لبث أن أهملها ورماها ولم يبال بقلبها الجريح دون أن يقدم لها حتى كلمة اعتذار .. وتركها لتفهم وحدها من معاملته الجافة وإهماله لها أنه تراجع عن حبه لها .. لكنها لم تتوقع أبدا أن تهرب من نار ياسر لتلقى بنفسها في جحيم ميار .. هذه الفتاة التي لم تر منها إلا كل تكبر وإزدراء ولم تشعر أبداً أنها يمكن أن تكون صديقة أو حتى يجمع الود بينهما خاصة بعد ما حدث في منزل ميار .. فكيف يمكن أن تعمل تحت سلطتها .. كيف يمكن أن تتحمل أن تكون هي رئيستها المباشرة في العمل .. لا يجب أن يتم هذا النقل أبدا .. لن تُمكنها من العجرفة عليها مرة أخرى .. عليها أن تتصرف .. أن تفعل أي شيء إلا أن تنفذ هذا النقل ........... أي شيء

انتفضت سلمى من سريرها بقوة خارجة من حجرتها ومتجهة للهاتف وهى تنتوى فعل شيءٍ ما

-----------------------------------------

عندما عادت ميار إلى منزلها ، وجدت المنزل يضج بصديقات دعاء اللاتي جئن لمجاملة العروس والمباركة لها والاحتفال بها في جو بناتي غنائي راقص .. وما إن لمحتها والدتها وهى تسلم عليهن حتى نادت عليها لتذهب إليها في المطبخ

ميار : خير يا ست الحبايب

والدتها : تعالى يا بنتي الحقينى .. من ساعة ما نزلتي والبنات بييجوا وأنا مش ملاحقة .. كل ما أقعد ارتاح ألاقى الناس جاية .. معدتش قادرة أقف

ميار : ربنا يجعله عامر بحسك يا ست الحبايب انتى وبابا .. روحى انتى ارتاحي وأنا مكانك هنا .. آسفه إنى أتأخرت عليكى .. روحى يلا افرحي ببنتك واتفرجى على شقاوة البنات ودلعهم

تقبلها والدتها وهى تضحك وتقول : ربنا يفرحني بيكم كلكم يارب ويطمنى عليكم .. عقبال ما افرح بيكى يا ميار يا بنت قلبي في بيت العدل .. دى فرحتي بيكى هتبقى اكبر من أي فرحة .. مش هيساعها السما والأرض .. عشان انتى أول فرحة يا ريرى .. ده يوم سبوعك أنا لسه فاكراه لغاية دلوقت .. كان أجمل يوم وكان .....

قاطعتها ميار وهى تداعبها : انتى هتبتدى من سبوعى يا زوزو .. مش بتقولي تعبانه .. يلا الحقي اقعدي مع البنات شوية قبل ما يمشوا ونبقى نشوف حكاية سبوعى دى بعدين ههههههه

تضحك والدتها وهى تنصرف وتقول : ماشى يا لمضة .. أديني رايحة أهه .. هروح أشوف أبوكى الأول محتاج حاجة ولا لأ وبعدين أرجعلهم

تنصرف زينب وهى تبتهل إلى الله بدعوات هامسة وتترك ميار لأفكارها التى جذبتها بشكل تلقائى لطارق وتذكرت عندما تقابلا في الشركة وعزمته على خطوبة دعاء فبدا الحرج عليه للحظة وهو يخبرها أن هذا اليوم أيضا هو يوم خطوبة صديقه المقرب ولن يستطيع التخلي عنه وتركه فى هذا اليوم إلا انه وعدها بحضوره إن سمحت له الظروف .. تمنت ميار فى سرها ان يحضر وأخذها التفكير إلى المأزق الذي وقع فيه طارق ووالدته وشقيقته وأخذت تفكر ... وتفكر ... وتفكر فى طريقة لمساعدته بها ونجدته هو أسرته من براثن عبد العظيم ... وبعد فترة ليست بالقصيرة زفرت ميار فى ارتياح وهى تبتسم لنفسها مكافئة إياها على دقة خطتها القادمة التي اختمرت في عقلها وقررت أن تبدأ فيها بعد العطلة الأسبوعية مباشرة .. أما الآن فأسرتها أولى وأجدر بتفكيرها واهتمامها

ترى أين محمد ؟ هذا الأخ الطيب الحنون ؟... تذكرت أنها لم تره منذ عدة أيام .. فظروف عمله تضطره للبقاء خارج البيت أوقاتا طويلة و أحيانا للمبيت .. كم تحبه كثيرا .. إنه يعمل كل ما في وسعه لإسعادهم .. ويبحث عن أسباب راحتهم وهناءهم ودائما ما يجدونه جميعا خير عوناً لهم في الأزمات وللأسف ينسونه كثيرا ولا يبحثون عن سعادته مثلما يفعل معهم .. حتى جوانبه العاطفية لا أحد يعلم عنها شيئاً .. فدائما ما كان كتوما ويخفى أسراره ومتاعبه بداخله ولا يبوح بها حتى لا يثقل على أحد بما يعتريه .. أما آن الأوان لكي يختار نصفه الآخر ويكمل نصف دينه ويتفرغ لبناء أسرة .. كم تتمنى أن تفرح به هو الآخر

قطع تفكيرها رنين الهاتف .. فتركت ما في يديها وأخذت التليفون بعيداٌ عن الضجيج العذب الذي يحدثه صوت الكاسيت المرتفع وذهبت لترد من حجرتها .. ولدهشتها كان المتصل هو .......

الحلقة 21
بقلم نجمة في السماء

حين قرات طارق عبد العظيم على شاشة الموبايل لم تتمالك نفسها وهى تجرى تجاه غرفتها وتغلق الباب لتقوم بالرد على الهاتف وهى تبتسم رغما عنها كلما سعمت صوته : " ازيك يا ميار ؟ "
ميار : " الحمدلله بخير ..... ايه فى حاجة ؟ "
طارق : " لا ابدا مفيش حاجة يا ميار اتصلت اقولك انى هاجى احضر خطوبة اختك بكرة لانى هكون قريب من البيت فى الوقت ده "
ميار : " تنور يا طارق .... خلاص هستناك "
طارق : " خلاص ماشى ..... يلا سلام يا ميار "
ميار : " سلام يا طارق " بعد انتهاء المكالمة عادت للمطبخ مرة اخرى لتكمل باقى اعمالها وهى مبتسمة وفرحة جدااا لمكالمته

وفى اليوم التالى فى المساء عاد وائل مع اخويه الى المنزل وعند باب العمارة نادى عليه عم سعيد البواب : " استاذ وائل "
وائل : " ايوة يا عم سعيد فى حاجة ؟ "
عم سعيد : " فى واحد جه وساب لك دعوة معايا لما عرف انك مش موجود وقال اسمه حازم "
وائل : " ميييييين حازم طب هاتها بسرعة "
وصعد وائل مع ياسر وخالد اخويه للمنزل وهو يفتح الدعوة وعند باب الشقة صرخ من فرحته بخبر خطوبة حازم ودعاء وبالفعل جهز كل شىء وخرج للخطوبة ومعه ياسر و خالد لان الدعوة كانت موجهة لهم جميعا

فى هذه اللحظة كان احمد قد انهى عمله وذهب ليشترى بعض الاشياء للخطوبة بعدما دعى هدى لحضور حفل الخطوبة هى و والدها وفى طريقه مر بجانب منال وخطيبها ولكن اكثر ما اسعده هو انه لم يشعر بالالم لفراقها بالعكس تمنى لها السعادة والتوفيق فى اختيارها اما هى فتالمت اكتر لمروره هكذا بجانبها وندمت اكتر من اى وقت على قرارها هذا الذى دمر حياتها وهدم اى امل للسعادة خاصة مع شخص مثل خطيبها الجديد بعقليته وباسلوب حياته وطبيعة عمله لكنها على اى حال حاولت ان تقنع نفسها انها سعيدة لتثبت له العكس ولتثبت ان قراراها كان صحيحا والافضل لها

اما محمد اتصل بوالدته : " ايوة يا ماما معلش مش هقدر اجى انهاردة ؟ "
الست زينب : " ليه يا بنى دى خطوبة اختك واكيد هتزعل "
محمد : " والله غصب عنى ما انتى عارفة الشغل والمستشفى مش مخليانى عارف اعمل حاجة ودعاء انا كلمتها وفهمتها وهى مش زعلانة "
الست زينب : " ماشى يابنى ربنا يكرمك "
واستمر محمد فى عمله محاولة منه فى الانتهاء مبكرا ليتمكن من حضور الخطوبة ولو حتى فى النهاية

وبمرور الوقت كان ياتى المدعوين وكان احمد فى استقبالهم فى البداية اتت هدى ووالدها و اعتذر عن حضور ابنه لانشغاله فى عمله ثم كان وائل و اخويه الذى كان حضورهم مفاجاة لميار وايضا لقاء طال انتظاره بين وائل وحازم الذى حضر قبلهم بقليل من الوقت فسلم عليه وعرف اخباره وتركه مع دعاء على وعد باللقاء فى وقت اخر اما خالد فنادى على ميار : " ازيك يا ميار ؟ "
ميار : " الحمدلله تمام اخبارك ايه ؟ "
خالد : " الحمدلله بخير الف مبروك لدعاء وعقبالك "
ميار : " مرسى ليك يا خالد وعقبالك انت كمان "
خالد : " ميار ...... ياسر بيحبك بجد وعاوز يتقدم لك "
سكتت ميار ولم تجيبه
خالد : " انا اسف لو بتكلم فى حاجة تخصك .... بس هو بيحبك بجد وعلاقته واهتمامه بسلمى كان مجرد شكل عشان يعرف موقفك منه ايه واى حاجة عملها مكنش يقصد بيها الا انه يقولك انه بيحبك "
وقتها شعرت بانها انتصرت على سلمى وانها الفائزة كعادتها ولكنها ايضا مازالت ملتزمة الصمت
ولما طال سكوتها سالها خالد : " انت بتحبيه ؟ "
ما كانت تدرى باى شىء تجيبه لا تدرى هل حقا هى تحبه ام انها تحب طارق ثم تعود لتطرد فكرة الحب من عقلها مرة اخرى
فقال لها خالد : " فكرى براحتك بس فى اجابة السؤال وخليكى متاكده انه بيحبك بجد " وقطع حديثهم دخول طارق الذى تفاجا بوجود خالد و ميار فى حفل الخطوبة اما ميار فظنت انه جاء بعد انتهاء حفلة صديقه فقالت : " ازيك يا طارق ..... اعرفك بخالد "
طارق : " ايوة اعرفه ازيك يا خالد واخبار وائل ايه "
خالد : " الحمدلله تمام و وائل كويس هو معايا هنا عشان خطوبة حازم ودعاء اخت ميار "
طارق : " ايه الصدف دى يعنى دعاء خطيبة حازم تبقى اختك "
ضحكت ميار : " هههههههههههه ايوة " وبعد انتهاء الحوار استاذن و تركهم ليبارك لوائل و يسلم على وائل : " ازييييييك يا وائل واحشنىىىىىى جداااااا "
وائل : " طاااااااارق ازيك وانت كمان واحشنى والله عامل ايه ؟ "
طارق : " الحمدلله تمام ..... يلا انا رايح ابارك لحازم على الخطوبة واشوف مين البنت اللى قدرت تغير رايه فى الجواز "
فذهب اليه وبارك له : " الف مبروك يا حازم و الف مبروك يا دعاء "

وانقضى حفل الخطوبة يهدوء دون حدوث اى شىء يعكر جو الفرح السائد وذهب كل منهم الى بيته وانقضت الليله وكل منهم يفكر فى ما حدث فميار تفكر ما قاله خالد وعن موقف ياسر لا تدرى هل هى حقا تحبه ام ماذا وايضا تفكر فى مفاجاتها بالصداقة بين طارق وحازم ووائل ........ اما دعاء تفكر فى حفل الخطوبة وفى حازم ومستقبلها وكيف ان الحياة ابتسمت لها بهذه الطريقة لدرجة بدات تخشى منها ومن ان تنقلب ضدها ......... واحمد يفكر ايضا فى مستقبله ولكن من وجهة نظر اخرى فتفكيره فى الناحية المادية كيف له ان يرتب اموره وهل هو حاجة الى وظيفة جديدة لتساعده ام يكتفى بوظيفة واحدة ....... اما هدى فتفكر فى احمد وما اذا كان يفكر فى البنت التى كانت فى الصورة الملقاة على الارض ام انه قطع الصورة بهذة الطريقة دليل على نسيانه لها واخراجه لها من حياته ....... اما وائل فكان يفكر فى اصدقائه ولقائه بهم وايضا فى الفتاة التى راها وظنها من اقارب حازم ....... اما ياسر وخالد فكان كل منهم يفكر فى موقف ميار

وفى الصباح ذهبت ميار للعمل كعادتها وحين دخلت لمكتبها فوجئت .......


الحلقة القادمة بقلم
الاستاذ علي يونس